الخميس، 14 أبريل 2011

شهادة الخبرة



شهادة الخبرة*

لقد فتّحت بهذا الحوار الأوجاع القديمة الكامنة في صدري.... الخبرة ..آه... هي أول ما يواجهه طالب الوظيفة ... يتخرج حديثا فيبدأ قصة البحث عن فرصة عمل يكون متنشطاً متفائلاً طموحاً يظن أن العالم كله ينتظره وعند مقابلته الأولى لصاحب العمل أو من ينوب عنه يواجهه الأخير بسؤال غبي حقير: "أين عملت قبل هذه المرة أين خبرتك؟؟" تقول له: "ألم تكلف نفسك قليلاً وتقرأ السيرة الذاتية أيها الفصيح؟؟؟ أقول لحضرتك خريج جديد ثم تطلب مني شهادة خبرة؟؟؟"..  هي أحيانا إذن تكون عملية للمراوغة والتحطيم النفسي لتعمل بأي راتب متواضع أو بلا راتب فعليا لأن ما سيقدمه لك من فتات لا يكفي المصروف اليومي من مواصلات وطعام ... إنها الحقارة بعينها .. والاستغلال الرأسمالي القذر للإنسان المسكين الذي يعامل كأنه سلعة ... تحت ضغط الواقع الصعب يقبل أحيانا طالب الوظيفة بعض العروض المخزية لكي يحصل على شهادة الخبرة ويعمل فلا يقال عنه عاطل عن العمل ويوقف بذلك التندر عليه من الجميع أو يخفف من نظرة الشفقة عليه من المجتمع ... أحيانا كثيرة لا تفيده الخبرات القديمة ... يذهب إلى صاحب العمل من جديد بعد انتهاء عقد عمله الأول أو حدوث طارئ في عمله القديم أدى إلى إغلاقه لانتهاء المشروع أو توقفه مؤقتا مثلا؛ فيطرح عليه صاحب العمل أسئلة متتالية أغبى من التي قبلها:  أأنت عاطل عن العمل ؟ لماذا تركت ذاك العمل الممتاز وتلك الشركة الرائعة؟ خبرتك القديمة لا تفيدنا هل معك خبرة في شركة تشبه شركتنا ؟ - وأحيانا تكون هي الشركة الوحيدة في البلد أو ربما في العالم كله في ذاك التخصص - وغيرها من أسئلة هامشية ساخرة هدفها المفاوضة للتقليل من الراتب والامتيازات ... أو ربما تكون فرصة العمل محجوزة لغيره من أصحاب الذوات والمحسوبيات ... فهي ربما مقابلة شكلية فقط أمام مجلس الإدارة والمساهمين والدولة ... وقلما تجد من يسأل: ماذا يمكنك يا أيها الشاب المطوح المتعلم أن تفيدني وتطور شركتي؟ بغض النظر عن الخبرة.. أو أن يقوم صاحب العمل  بدعمه وتدريبه براتب محترم لأن يعلم أن أمامه إنسان متعلم حصل على شهادته بجهده وعنده من العلم المفيد الكثير ... أحيانا من يقابلك لا يفقه في تخصصك الدقيق لا فنياً ولا علمياً ... ولذلك يطرح أسئلة غبية مكررة ربما يكون جوابها واحد من أي إنسان فهي لا تضيف شيئا ولا تفرز المبدع ... الإنسان أصبح يعامل كأنه سلعة وتتحكم فيه قوانين الاقتصاد من عرض وطلب وكساد وتضخم وغيرها من العوامل الاقتصادية ... وفي الختام للإنصاف لا أنكر أن بعض الشركات وأصحاب الأعمال يوظفون أصحاب الخبرات وبرواتب محترمة ... ولكن باعتقادي هم قلة.. والأغلب ما ذكرت أعلاه والله أعلم وفي جعبتي الكثير الكثير    وهذا غيض من فض
* تعليق في موقع جيران عمان "حوارات عمان"