الخميس، 24 مارس 2011

لا شـــــــــــــــــــــــــــــــــــيء

"لا شـــــــــــــــــــــــــــــــــــيء*"

كلمة عفوية تخرج من إنسان على الأرجح أنه يخفي أشياء كثيرة، لا يخفيها نفاقاً ولكنه يرى أنه ليس من المنطق أن يصرخ ويصرح بكل ما في داخله من هموم وأفكار وآلام وآمال وحب وشوق وحزن إلى كل إنسان آخر يسأله بشكل عفوي وهو ربما لا يريد إجابة حقيقية على هذا السؤال: ما بالك؟؟؟
إنه يقول هذه الكلمة لكي يوقف الآخرين عن الاستمرار في هذا السؤال، وربما دفعت هذه الكلمة بعضهم إلى الإلحاح في السؤال.
عندها قد يجد أصدقاءه الأوفياء المخلصين؛ الذين يشعرون بما في داخله فيبدأ بالبوح شيئاً فشيئاً عن هذا "اللا شيء" الذي خبأه.
إنها كلمة تحاول فرز الأصدقاء المخلصين لتميزهم عن غيرهم من الأصدقاء العاديين.
هي كلمة يلقيها الإنسان حتى لا يواجه شيئاً أسوأ مما يخبئه من سخرية أو عدم اهتمام أو استغراب أو توبيخ.
أو أن في اعتقاده أنه لم يخلق بعد من يستحق ذلك البوح بذلك الشيء.
فلماذا لا يريح نفسه ويقول:
"لا شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيء"

 24/3/2011
* كانت البداية تعليقاً صغيراً على أحد المقالات يحمل نفس العنوان في مدونة جيران وتم تعديله لاحقاً

الثلاثاء، 22 مارس 2011

الأنثى


الأنثى
الأنثى جميلة دائماً...
مهما كبرت فستبقى جميلة....
برعمة صغيرة نشأت  لا حول لها ولا قوة ....
خلقها الخالق الباريء وصورها في أجمل صورة
تكبر قليلاً...
فإذا هي وردة صغيرة ما أحلاها وهي تنبت في بستان الأخلاق الفاضلة!...
تكبر فتتفتح بتلات هذه الوردة الجورية .... ويفوح عطرها في أجواء  المكان..
إنها في عمر الصبا....
ما أجملها وهي تنمو وتترعرع على الدين الحق والإيمان!!!!
وما أصعب دور الأب والأم في هذه المرحلة!!!!
وفي كل المراحل!!!!
هي بنت جميلة دائماً في نظر والديها...
هي أخت حبيبة في نظر إخوانها....
ثم هي زوجة صالحة إن شاء الله تعالى مطيعة لربها وتعرف حقوق زوجها وتبغي الأجر من الله وحده..
هي أم حنون ... هي مدرسة رحيمة..... كما قال أمير الشعراء رحمه الله تعالى....
الأم مدرسه إذا أعددتها     أعددت شعباً طيب الأعراق
هل هناك أجمل من الأم!!!!
هي جدة رؤوفة.... تحب أحفادها كأولادها....
الأنثى.... المرأة... هي دورة كاملة للحياة....
بدونها لا توجد حياة أصلاً هذه سنة الحياة التي وضع نواميسها الرحمن الرحيم .... 
هل يستطيع الرجل أن يعيش بلا امرأة؟؟؟ 
وإن عاش فسيعيش وحيداً شريداً طريداً!!!..
هي الجنس الناعم.... هي نصف المجتمع..
هل يمكن للذكر أن يخلق بلا رحم أنثى -إلا بمعجزة كما خلق الله تعالى آدم من تراب بلا رحم-؟؟؟..
الرجل والمرأة ... الذكر والأنثى متكاملان .. لكل منهما واجباته اتجاه الآخر..
ليس هناك نزاع بينهما ... هذا النزاع مفتعل ممن لا يؤمن بالله العزيز الحكيم حق الإيمان...
أخيراً سأبوح بسري الدفين الخطير:
أحب وأعشق أنا الأنثى
أحب ما أبدعه الرحمن.. 

22/3/2011

الحب والحنان والدفء


الحب والحنان والدفء
 
كم هذا الإنسان بحاجة إلى الحب والحنان والدفء؟؟!!...
بحاجة إلى حب صادق يغمر جسده فيحيل برودة الشتاء دفئاً...
إلى حنان يملئ قلبه ويذكره بأيام الطفولة البريئة.....
بحاجة إلى إنسانٍ يعطيه كل هذا وأكثر دون أن ينتظر مقابلاً على ذلك....
قليلون من يمكنهم فعل ذلك في هذه الحياة:
أم حنون رؤوم عرفت معنى الحب والتضحية....  وأفنت حياتها لخدمة أبنائها وتربيتهم وتبغي الأجر فقط من الله عز وجل وحده الذي وضع فيها هذه الغريزة الجميلة المتعبة..
أب يعمل ليل نهار ليزرع الابتسامة على وجه أولاده....  يفكر في مستقبلهم ناسياً حاضره... يضحي من أجلهم ويؤثرهم على نفسه ... وهم لا يكفون عن الطلب...
زوجة صالحة ترجو قبل كل شيء رضا ربها ومن ثم هي سكن لزوجها وبستان له تجمعهما المودة والرحمة   
صديق عزيز تجده عند المحن.....وفي لحظات الضيق الحالكة يظهر فجأة أمامك ينير دربك ويمد يده ليساعدك ويفتح قلبه لتقذف فيه مشاعرك وأحاسيسك ويعصف بعقله ليرشدك.. أجمل شيء هو أن ينتشلك في أوقات الضعف والمعصية والخطيئة ناصحاً أميناً  ليعيدك بفضل الله تعالى أولاًً إلى بر الأمان وإلى صراط  الله المستقيم
.....
وغيرهم .... قليل ..قليل.. لا أعرف من غيرهم؟؟؟؟

22/3/2011




الأربعاء، 16 مارس 2011

اللغة العربية تنعى حظها للشاعر العربي الكبير حافظ إبراهيم (منقول)

محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس المشهور باسم حافظ إبراهيم (ولد في ديروط من محافظة أسيوط 24 فبراير1872 توفي  في   21     يونيو 1932 م) شاعر مصري ذائع الصيت. عاشر أحمد شوقي ولقب بشاعر النيل وبشاعر الشعب.

    اللغة العربية تنعى حظها

رَجَعْتُ لنفسي فاتَّهَمْتُ حَصَاتي
                                   وناديتُ قَوْمي فاحْتَسَبْتُ حَيَاتي

رَمَوْني بعُقْمٍ في الشَّبَابِ وليتني
                                    عَقُمْتُ فلم أَجْزَعْ لقَوْلِ عُدَاتي

وَلَدْتُ ولمّا لم أَجِدْ لعَرَائسي
                                       رِجَالاً وَأَكْفَاءً وَأَدْتُ بَنَاتي

وَسِعْتُ كِتَابَ الله لَفْظَاً وغَايَةً
                                  وَمَا ضِقْتُ عَنْ آيٍ بهِ وَعِظِاتِ

فكيفَ أَضِيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ آلَةٍ
                                       وتنسيقِ أَسْمَاءٍ لمُخْتَرَعَاتِ

أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ
                               فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي

فيا وَيْحَكُمْ أَبْلَى وَتَبْلَى مَحَاسِني
                                    وَمِنْكُم وَإِنْ عَزَّ الدَّوَاءُ أُسَاتي

فلا تَكِلُوني للزَّمَانِ فإنَّني
                                   أَخَافُ عَلَيْكُمْ أنْ تَحِينَ وَفَاتي

أَرَى لرِجَالِ الغَرْبِ عِزَّاً وَمِنْعَةً
                                        وَكَمْ عَزَّ أَقْوَامٌ بعِزِّ لُغَاتِ

أَتَوا أَهْلَهُمْ بالمُعْجزَاتِ تَفَنُّنَاً
                                          فَيَا لَيْتَكُمْ تَأْتُونَ بالكَلِمَاتِ

أَيُطْرِبُكُمْ مِنْ جَانِبِ الغَرْبِ نَاعِبٌ
                                    يُنَادِي بوَأْدِي في رَبيعِ حَيَاتي

وَلَوْ تَزْجُرُونَ الطَّيْرَ يَوْمَاً عَلِمْتُمُ
                                     بمَا تَحْتَهُ مِنْ عَثْرَةٍ وَشَتَاتِ

سَقَى اللهُ في بَطْنِ الجَزِيرَةِ أَعْظُمَاً
                                   يَعِزُّ عَلَيْهَا أَنْ تَلِينَ قَنَاتي

حَفِظْنَ وَدَادِي في البلَى وَحَفِظْتُهُ
                                     لَهُنَّ بقَلْبٍ دَائِمِ الحَسَرَاتِ

وَفَاخَرْتُ أَهْلَ الغَرْبِ ، وَالشَّرْقُ مُطْرِقٌ
                                     حَيَاءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِرَاتِ

أَرَى كُلَّ يَوْمٍ بالجَرَائِدِ مَزْلَقَاً
                                       مِنَ القَبْرِ يُدْنيني بغَيْرِ أَنَاةِ

وَأَسْمَعُ للكُتّابِ في مِصْرَ ضَجَّةً
                                     فَأَعْلَمُ أنَّ الصَّائِحِينَ نُعَاتي

أَيَهْجُرُني قَوْمي عَفَا اللهُ عَنْهُمُ
                                       إِلَى لُغَةٍ لم تَتَّصِلْ برُوَاةِ

سَرَتْ لُوثَةُ الإفْرَنْجِ فِيهَا كَمَا سَرَى
                                   لُعَابُ الأَفَاعِي في مَسِيلِ فُرَاتِ

فَجَاءَتْ كَثَوْبٍ ضَمَّ سَبْعِينَ رُقْعَةً
                                           مُشَكَّلَةَ الأَلْوَانِ مُخْتَلِفَاتِ

إِلَى مَعْشَرِ الكُتّابِ وَالجَمْعُ حَافِلٌ
                                 بَسَطْتُ رَجَائي بَعْدَ بَسْطِ شَكَاتي

فإمَّا حَيَاةٌ تَبْعَثُ المَيْتَ في البلَى
                                   وَتُنْبتُ في تِلْكَ الرُّمُوسِ رُفَاتي

وَإِمَّا مَمَاتٌ لا قِيَامَةَ بَعْدَهُ
                                     مَمَاتٌ لَعَمْرِي لَمْ يُقَسْ بمَمَاتِ


كيف تتعامل مع النقد؟.. كيف تكسب قلوب الناس؟ (منقــول للفـائدة)

كيف تتعامل مع النقد؟
عندما كان ماثيو براش رئيسًا للشركة الأمريكية الدولية الواقعة في وول ستريت، سُئل مرة عما إذا كان حساسًا للانتقاد، فأجاب: (نعم، كنت كذلك في مطلع شبابي، فقد كنت أتوق لجعل جميع العاملين معي يعتقدون أنني رجل كامل، فإن لم يفعلوا أصابني الهم والقلق.
وقد كنت أحاول استرضاء من يبدي أيَّة ملاحظة ضدِّي، ولكن حالما أفعل ذلك، أثير غضب شخص آخر، وحين أُسوِّي الأمور مع هذا الشخص، كنت أثير غضب وانتقاد الآخرين.
وأخيرًا اكتشفت أنني كلما حاولت تبرئة جرح صغير، سأصاب بجراح أكبر وأكثر، فقلت في نفسي: إذا رفعت رأسك فوق الجمهور، فإنك سُتنتقد بالتأكيد، فاعتد على هذه الفكرة.
وقد ساعدني ذلك كثيرًا منذ ذلك الحين، فاتخذت قاعدة، وهي أن أبذل جهدي، ثم أمسك بمظلتي القديمة، وأترك الانتقاد ينزلق عليها بدلًا من أن ينزلق داخل عنقي).
أنت شجرة مثمرة:
إذًا فليس هناك من مفر أو مهرب من النقد، طالما كان الإنسان منتجًا وفعَّالًا وناجحًا وطموحًا، فكما قيل في المثل قديمًا: (الشجرة المثمرة لابد وأن تُقذف بالحجارة).
ومن ثم فإن النقد يعني أن لديك ما تُحسد عليه, فما أن يرتفع رصيدك من النجاح, وتزداد تنمية المواهب التي وهبك الله عز وجل إياها, حتى ترى كل من لم يستطع تجاوز نفسه وتحقيق النجاحات في حياته يضيق بما يرى، ويعيش منغصًا لا يريحه إلا زوال النعمة وانطفاء النجاح وتحقق الفشل، فكما يقول شوبنهاور: (ذوو النفوس الدنيئة يجدون المتعة في البحث عن أخطاء رجل عظيم).
ومع ذلك, فكم من ناجح لا يؤثر هذا النقد فيه إلا زيادة في طموحه! بل وكم من متردد في طريق النجاح لا يزيده هذا النقد إلا ثباتًا على طريقه! فبهذا النقد تستطيع أن تتعرف على قدرك عند الناس على حسب استجابتهم لهذا النقد الذي يحوم حولك.
عن أي نوع نتحدث؟
     تختلف أنواع النقد بحسب اختلاف دوافعه, ونستطيع أن نقسمه إلي قسمين رئيسيين وهما:
1.    النقد الموضوعي أو البناء:
   وهو الذي يخلو من التجريح الشخصي ويشيد بجوانب الكمال في العمل، وبعدها يركز على جوانب النقص فيه دون مبالغة, ولا يكتفي بهذا بل تجده يضع الحلول المناسبة ويوضح كيفية استكمال العمل على أتم وجه.

2.    النقد الظالم المغرض أو الهدَّام:
   وهو ذاك النقد الذي يستغل النقص في العمل من أجل النيل ممن قام به، وتجريحه والتشفي منه ورميه بما ليس فيه، مع عدم الاهتمام بتصويب العمل أو التبني لما فيه من كمال وحق, وهذا هو النوع الذي يجب على كل سائر في طريق الناجحين أن يتغلب عليه، ولكني أبشرك بأن هذا النوع ما هو إلا مدح خفي، فكما يقول الشاعر:
   إن يحسدوني فإني غير لائمهـم   قبلي من الناس أهل الفضل قد حُسدوا
   فدام لي ولهم ما بي وما بهمـوا   ومـات أكـثرنا غيظًا بـمــا يجد
من أي الفرق أنت؟
     يختلف الناس في استجاباتهم وردود أفعالهم تجاه النقد إلى أربعة فرق، كل فريق يتبني استراتيجية خاصة به في التعامل مع النقد، وذلك كما يلي:
1. استراتيجية الهجوم:
      وتعتمد تلك الاستراتيجية على الرد المضاد وبشكل مباشر، وبنفس لغة الناقد؛ وهذا قد يزيد الطين بِلة، فهذا النوع يُورث جدلًا عقيمًا، ولن يزيد أطرافه إلا عنادًا واستكبارًا؛ حتى ولو كنت تملك من الحجج والبراهين المؤيدة لوجهة نظرك؛ فإن خصمك لن يستمع ولن ينصت لما تقول.
      ومصداق ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا) [رواه أبو داود، وحسنه الألباني].
2. استراتيجية التجاهل:
      بمعنى أن يَصُم كل واحد منا أذنه عن سماع النقد، وكأن شيئًا لم يحصل, وهذا النوع من التصرف قد يكون ذا جدوى مع الناقد العنيد الذي لا همَّ له إلا النقد وحسب، ولكن ذلك لا يعفينا من أن نُبيِّن وجهة نظرنا، فإن التجاهل المستمر لهؤلاء، قد ينفع في بعض الأحيان، ولكنه مع كثرة النقد سيؤثر في انفعالاتنا سواءً مع أنفسنا وأحبابنا أو تجاه أولئك الأشخاص.
      وقد تكون الحكمة العربية عن الجمل خير استشهاد لنا في ذلك؛ فإن الجمل يراكم المشاكل والأحقاد السنين تلو السنين؛ وبعد ذلك ينفجر غاضبًا.
3. استراتيجية التأني والتمهل:
      وتعني التريث في الرد على الناقد، والتفكير مليًا، وربما مشاورة الآخرين بما يمكنك أن تفعله مع الناقد؛ حتى ترى أنك قد أعددت شيئًا جيدًا للرد عليه، وبشكل مناسب ومعقول؛ وربما تكتشف بتريثك أنك على خطأ فعلًا؛ فيمكننا مراجعة أنفسنا، واستشارة أناس حياديين تجاه الموضوع، عندها ستتضح لنا الصورة كاملة وبكل موضوعية.
4. استراتيجية الأرض المشتركة:
      وشعارها هو (الحكمة في إيقاف النقد والهجوم)، هادفًا بذلك إلى تلطيف الجو، والجلوس مع الناقد في جوٍّ أخويٍّ حواريٍّ؛ الهدف منه هو الوصول إلى الحق، وبيان وجهات النظر بعيدًا عن التعصب.
      فالحكيم هو من يجد له من رأي الطرف الآخر مدخلًا حتى ولو كان صغيرًا؛ كي يتفق مع الناقد فيه، حتى يسهل وييسر الحوار الهادف, وقد يكون هذا الخيار أصعبها؛ ولكنه من أفضل الخيارات في الوصول إلى الحق، وتربية النفوس على المحبة والإخاء، والبعد عن الفرقة والعداوة؛ فكل نقد نتعامل معه بهذه الطريقة سيجعل منَّا مجتمعًا متآلفًا متحابًا.
الوسائل السبعة:
        وإليك ـ عزيزي القارئ ـ سبعة وسائل مفيدة للتعامل مع النقد بحكمة وروية؛ من أجل الاستفادة منه، والابتعاد عن آثاره السلبية:
1. سل نفسك: ما الذي أتعلمه من النقد؟ وحتى وإن كان النقد جارحًا، فيجب على الأقل أن أتعلم منه شيئًا، وقد يكون به شيءٌ من الحقيقة؛ فأنا أدرى وأعلم بنفسي من غيري.
2. ركِّز على الحقيقة والمحتوى في النقد، لا على لغة الخطاب ونبرة الكلام؛ فهذا كفيل بأن يجعلنا مدركين لموضوع ومغزى النقد.
3. علِّم نفسك دومًا بأن النقد له قيمة؛ حتى ولو بنسبة ضئيلة, فالنقد في كثير من الأحيان يعلمنا كيف نسير في الاتجاه الصحيح، فلو أننا نتبع دومًا كل مدَّاح ومصفِّق، فلن نتعلم أبدًا، وسنقع في إخفاقات كثيرة.
4. لا تأخذ النقد بحساسية وبشكل شخصي، فغالبًا ما يسبب هذا السلوك الكثير من المشاكل التي تزيد النقد تعقيدًا.
5. تجاهل الكلمات والعبارات الجارحة في النقد؛ فإن هذا يساعد على فهم حقيقة النقد بوضوح، كما أنه كفيلٌ بأن يبعدنا عن الهبوط إلى مستوى لا يليق بنا.
6. لا تتعجل في الرد، وخذ وقتك في التفكير، ولا تقلق ممن يستهزأ بك أو بضعف شخصيتك، وكن دومًا واثقًا بنفسك؛ فإن الانتصار الحقيقي، ليس إسكات وإفحام الطرف الآخر؛ بل هو السعي في بيان الحق.
7. تبسم، فإن تبسمك في وجه أخيك صدقة، وإن هذه الصدقة حتمًا ستُساعدك على الصبر والاسترخاء، وستساعد منتقدك على الهدوء قليلًا.
وماذا بعد الكلام؟
     وإليك عزيزي القارئ بعضًا من الواجبات العملية، التي تساعدك ـ بإذن الله ـ في التعامل مع النقد بالصورة الصحيحة المثمرة، ومن أهم تلك الواجبات ما يلي:
1. اصنع لنفسك مفكرة، تسجل فيها كل ما تتعرض إليه من الانتقاد، وحدد نوعه، وقم بوضع خطة للاستفادة منه، كأن تسأل شخصًا تثق به في كيفية التعامل مع هذا النقد والاستفادة منه.
2. اقرأ في هذه المفكرة من وقت لآخر، وتأكد من أن الخطط التي وضعتها للتغلب على هذا النقد أو الاستفادة منه قد تمت بنجاح.
همسة في أذن المنتقدين:
     وقبل الختام، اسمحوا لي أن أهمس في أذن كل منتقد بكلمات قليلة، كلمات ابدأها بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يبصر أحدكم القذاة في أعين أخيه، وينسى الجذل ـ أو الجذع ـ في عين نفسه) [رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني]، فانشغل بعيوب نفسك بدلًا من العيش أسيرًا لنقد عيوب الآخرين، فمن راقب الناس مات همًّا.
     وفي تلك الهمسة أطلب من كل منتقد أن يجعل نقده هادفًا, كما عليه أن يتذكر بأن المهارة الحقيقية ليس النقد بحد ذاته أو الإشارة إلى المشكلة بعينها؛ فكلنا يستطيع عمل ذلك، ولكن المهارة الحقيقية هي الإشارة إلى المشكلة، مع اقتراح حلول مناسبة لمعالجتها؛ ولا يكفي ذلك؛ بل علينا أن نسعى في إيجاد مواقع مناسبة لنا؛ للمشاركة في تنفيذ تلك الحلول.
     وأخيرًا أقول لكل منتقد للآخرين تذكر دائمًا قول هانز سيلي أحد كبار علماء النفس حين قال: (المرء يخاف من النقد بنفس مقدار تعطشه للمدح)، فانشر عطر النقد البناء، ولا تكن معولًا لهدم نجاحات الآخرين وطموحاتهم.

كيف تكسب قلوب الناس؟ السر الثاني
جاء البراء بن معرور، وكعب بن مالك ـ رضي الله عنهما ـ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مكة، وهو جالس مع عمه العباس رضي الله عنه، فسأله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل؟)، قال: (نعم، هذا البراء بن معرور سيد قومه، وهذا كعب بن مالك)، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الشاعر؟!)، قال: نعم.
يقول كعب بن مالك: فوالله ما أنسى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الشاعر)، فانظر ـ عزيزي القارئ ـ كيف تكون كلمات الاهتمام والتقدير بلسمًا تطيب به النفوس، وتنشرح به الصدور، وتطمئن له القلوب؟
فكيف يعطيك شخص مفتاح الدخول إلى عالمه، دون أن يشعر بحاجتك إلى المفتاح؟ وكيف يحكي لك شخص أهم قصة قرأها ـ قصة حياته ـ دون أن يشعر بأشواقك إلى السماع؟ وكيف يعرض عليك تصوراته، دون أن يلحظ في بريق عينيك رغبة وتلهفًا للاستماع؟ وهذا هو السر الثاني من أسرار الطريق نحو النجومية الاجتماعية.
الطوابع والاتصال الفعال.
وانظر أيضًا كيف كان الاهتمام بما يهم الآخرون جسرًا يقوي الاتصال بهم؟ وذلك من خلال هذه قصة التي يحكيها لنا أحد تلامذة ديل كارنيجي، ويدعى تشارلز وولترز، والذي كان مكلفًا بأن يعد تقريرًا سريًّا عن إحدى الشركات، ولم يكن يعرف إلا شخصًا واحدًا، لديه المعلومات التي كان يحتاجها بشكل عاجل.
وبينما كان وولترز جالسًا عند ذلك الشخص ـ وهو رئيس الشركة ـ إذا بموظفة تقول للرئيس أنها لم تجد أي طوابع اليوم، وأوضح الرئيس لوولترز أنه يقوم بجمع الطوابع؛ لأجل ابنه البالغ من العمر اثني عشر عامًا.
صرح وولترز بمهمته، وبدأ في طرح الأسئلة، وعمد المدير إلى الغموض والتعميم وعدم الوضوح، ولم يكن يريد أن يتحدث، واتضح أنه ليس هناك شيء يمكن أن يقنعه بالحديث، وهكذا كانت المقابلة قصيرة وجافة.
يقول وولترز: بصراحة لم أعرف ماذا أفعل؟ ثم تذكرت ما قالته له سكرتيرته: (طوابع ... ابن في الثانية عشر)، وتذكرت أيضًا أن إدارة الشؤون الخارجية في البنك التي أعمل فيه تقوم بجمع الطوابع.
وفي ظهر اليوم التالي اتصلت بهذا الرجل، وقلت له إن لدي طوابع لابنه، هل استقبلني بحماسة؟ نعم بالطبع، فإنه ما كان ليصافحني بحماسة أكثر من هذه؛ حتى لو كان يخوض انتخابات الكونجرس، وظهرت الابتسامات على وجهه، وظل يقول وهو يتحسس الطوابع: إن ابني جورج سوف يحب هذا الطابع، انظر إلى هذا، إنه كنز.
وقضينا نصف ساعة نتحدث عن الطوابع، وننظر إلى صورة لابنه، وبعد ذلك قضى معي ما يزيد عن ساعة من وقته؛ يعطيني المعلومات التي كنت أريدها، حتى دون أن أطلب منه ذلك، وأخبرني بكل ما كان يعرفه، ثم استدعى مرؤوسيه وأخذ يسألهم، واتصل ببعض زملائه، وحملني بالحقائق والأرقام والتقارير، وبلغة الصحافة؛ لقد كان هذا سبقًا بالنسبة لي).
الخطوات الخمس.
 إذًا فإن أردت أن تهتم بالآخرين، وتظهر ذلك لهم، فاعلم أن بينك وبين هذا الهدف السامي خمس خطوات، سنعرضها لك في شكل خمس واجبات عمليِّة، وهي:
أولًا ـ الدقائق الأولى والأخيرة أيضًا:
هل من الممكن أن تنسى أول تجربة لك في قيادة السيارة، أو أول مرة التقيت بها بصديق مقرب لك؟ بالطبع لا، فغالبًا ما يتذكر الإنسان تجربته الأولى مع كل شيء جديد، خاصة إن كانت تجربة إيجابية، ولذا فمن المهم جدًا أن تجعل الانطباع الأول مع أي شخص تلقاه انطباعًا إيجابيًا.
كيف السبيل؟
ولتحقيق ذلك عليك بما يلي:
1. المصافحة: صافح الشخص بحرارة، ركز انتباهك على طاقة اليد التي تصافحها، بحيث تشعر في نفسك بالحب والود ينتقل من قلبك إلى قلبه عبر تلك المصافحة.
2.    الابتسامة: ابتسم في وجه الشخص، وأظهر السرور والفرح بمقابلته.
3.    الثقة بالنفس: اظهر بمظهر الواثق من نفسه، قف برباطة جأش وثقة ويقظة.
4. التواصل البصري: احرص أثناء التحدث على التواصل بعينيك بشكل مباشر، انظر في عينيه مباشرة، فهذا يشير إلى اهتمامك بالشخص، ويجعله يعتقد أنه مهم بالنسبة لك.
وكما أن الانطباع الأول في أي لقاء مهم، فالانطباع الأخير كذلك، طبقًا للمبدأ الذي ينص على أن: (الانطباعات الأخيرة تدوم أيضًا)، فغالبًا ما يتذكر الإنسان آخر محاضرة أو درس حضره، وآخر مرة قضى فيها عطلة جميلة، وآخر نزهة تنزهها، وهكذا، ولذا فآخر انطباع يدوم أيضًا في ذهن الشخص، فعليك أن تحرص عليه، وتطبق نفس الخطوات التي ذكرناها في الانطباع الأول.
ثانيًا ـ عنوان كل إنسان:
 ولا نعني هنا بعنوان كل إنسان المكان الذي يقطن فيه، فليس هذا مرادنا، إنما نعني بذلك أعز ما يملك الإنسان في حياته، وهو شيء إن تمكنت من حفظه، فقد حزت مكانة عظيمة عند الآخرين، هل تعرف ما هو؟
إنه اسم كل إنسان، فهو علم عليه، وعنوان معبر عنه، وكثيرًا ما يذوب الجليد بينك وبين شخص آخر إن ذكرت له اسمه حين تقابله، لأن حفظ الأسماء كما يقول الشيخ عباس السيسي: (هو الخيط الذي يجمع بين حبات العقد، وبه يمكن ربطها إذا انفصلت أو تفرقت، فكل إنسان يحب أن ينادى باسمه).
وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفعل مع المسلمين؛ فقد كان ينادي أصحابه بأحب الأسماء إليهم، حتى الأطفال، حتى الصغار كان يكنيهم، أحيانًا يقول: يا أبا عمير، ماذا فعل النغير؟ وأبو عمير هذا طفل صغير، ويرجع البعض نجاح بعض القادة من الرؤساء وغيرهم؛ إلى أنهم كانوا يحفظون أسماء الناس أحيانًا.
كيف السبيل؟
وإليك جملة من النصائح، والتي ستعينك ـ بإذن الله ـ على تذكر أسماء الآخرين، ومنها ما يلي:
1.    امتلك حرصًا ورغبة في حفظ الأسماء.
2.    بعد ذكره لاسمه، كرِّر هذا الاسم أثناء اللقاء كثيرًا؛ بأن تنادي الشخص به حتى يتم تثبيته في الذاكرة.
3. اربط الاسم بالصورة والهيئة التي تعرفت بها على الشخص، هل له لحية؟ هل يلبس نظارة؟ لون بشرته، صوته، والمناسبة التي تم فيها اللقاء.
4.    أن تتذكر حين تلقاه كل ما سبق، ثم المناسبة والمكان الذي لقيته فيه أول مرة، وهذا يساعدك على سرعة مناداته باسمه.
ثالثًا ـ قنوات الاتصال المفتوحة:
بمعنى أن تبقي على خطوط الاتصال بينك وبينه، من خلال الاتصال به عن طريق الهاتف أو من خلال شكبة الإنترنت، أو غير ذلك؛ لتسأل عليه، وتطمئن على أحواله؛ ولذا جرِّب أن تتصل بشخص ما، وتسأل عليه، وسترى تأثير ذلك على قوة العلاقة بينكما في الحال.
كيف السبيل؟
وإليك جملة من النصائح التي ترسم لك معالم طريق التواصل المستمر؛ من أجل توطيد العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، ومنها ما يلي:
1.    ستة حقوق:
تلك الحقوق التي أوجزها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: (حق المسلم على المسلم ست)، قيل: (ما هن يا رسول الله؟)،قال: (إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه) [رواه مسلم].
2.    حتى تنال محبة الله:
وذلك بأن تتبع وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل؛ سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة، أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد ـ يعني مسجد المدينة ـ شهرًا) [رواه الطبراني، وحسنه الألباني].
3.    خدمة بسيطة = علاقة وثيقة:
وانظر إلى خدمة بسيطة، ولكنها قوية الأثر، خدمة يحكيها لنا الداعية الأستاذ عباس السيسي فيقول: (رأيت شابًا جامعيًا يبدو أنه مريض بالصرع، يسقط فجأة على الأرض، فتتبعثر كتبه وتسيل منه الدماء ... وكان ذلك أمام قوم يجلسون أمام مقهى، يشربون المكيفات، فما تحرك منهم أحد إلا سيدة وابنتها كانتا على الطريق، وأسرعتا إليه لتضميد جراحه في عطف وإشفاق، فأسرعت إلى التليفون حتى حضرت سيارة الإسعاف، واصطحبته إلى المستشفى، وبعد أن أفاق ذهبت به إلى منزله ... وقابلني أهله بالترحاب والشكر والثناء، فسلمت لهم كتبه التي كانت معه، وما زلت على صلة به وبأسرته في المناسبات)، موقف صغير هكذا استغله هذا الداعية، واستطاع تكوين علاقة قوية مع هذا الشاب وأسرته.
رابعًا ـ مركز الكون:
دائمًا ما يحب أن يشعر الإنسان بأنه مركز الكون، مركز المجلس الذي يكون فيه، أو المجتمع الذي يحيى به، ولذا ابحث عن الشيء الذي يهتم به الشخص الآخر، وحاول أن تشاركه في هذا الاهتمام، وتتحدث معه كثيرًا حول ما يهتم به، إن الناس بطبيعتها تحب التحدث كثيرًا حول ما تهتم به، ولكن قد لا تسنح لها الفرصة لذلك، ولذا فهي تحب جدًا الشخص الذي يجعل من اهتماماتها مركز الحديث، ولب الكلام.
وإليك قصة رجل يدعى ج. دوفرنوي، وهو صاحب المخابز المعروفة باسمه، والذي أراد بيع الخبز إلى فندق ما في نيويورك، فكان يزور المدير أربع ساعات كل أسبوع، وكان يذهب لنفس الاحتفالات الاجتماعية التي كان يذهب المدير إليها، بل إنه استأجر غرفًا في الفندق، وعاش هناك حتى يحصل على هذه الصفقة ولكنه فشل، ثم قرر أن يغير خططه؛ بأن يبحث عما يهتم به هذا الرجل ويثير حماسته.
واكتشف أن الرجل منضم لجماعة تضم مدراء الفنادق، ولم يكن فقط منضمًا لها، بل إن حماسته جعلته رئيسًا للمنظمة، فأيًّا كانت اجتماعات هذه المنظمة إلا أنه كان متواجدًا فيها.
ويقول دوفرنوي: ولذلك عندما رأيته في اليوم التالي؛ تحدثت معه عن هذه المنظمة، ويا له من رد فعل تلقيته منه، فقد تحدث معي لمدة نصف ساعة عن المنظمة، كان صوته يفيض بالحماسة، واستطعت أن أرى أن هذه المنظمة لم تكن فقط مجرد هواية، ولكنها كانت شغفه في الحياة، وشغله الشاغل، وقبل أن أترك مكتبه كان قد أقنعني بالانضمام إلى هذه المنظمة، وفي أثناء هذا لم أقل شيئًا عن الخبز، ولكن بعد عدة أيام اتصل بي مدير التغذية في الفندق، وطلب مني أن آتيه بالعينات والأسعار.
فكر في الأمر، لقد ظللت ألح على هذا الرجل لأربعة أعوام محاولًا أن أجعله يشتري مني، ولو لم أكلف نفسي عناء معرفة اهتمامات هذا الرجل، ومعرفة ما يحب التحدث بشأنه؛ لكنت لا أزال ألح عليه.
خامسًا ـ كلمات وقعها كالسحر:
إنها كلمات الإطراء، وعبارات الثناء الحسن على الآخرين، فلها في نفوس الناس وقع السحر، بل وتنزل على قلوبهم كالماء البارد في يوم صائف شديد الحرارة، فتطيب له النفس، ويطمئن به القلب، فكما يقول فولتير: (منح التقدير للآخرين هو شيء رائع؛ إنه يجعل أفضل ما يملكه الآخرون ملكًا لك أيضًا).
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والثناء الحسن.
وها هو رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم، يحرص على إعطاء الثناء الحسن لأصحابه، وتقدير مواهبهم، فقد روى عقبة بن عامر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لو كان بعدي نبي، لكان عمر بن الخطاب) [رواه الترمذي، وحسنه الألباني].
وانظر إلى ثناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على زوجته خديجة رضي الله عنها، تقول عائشة رضي الله عنها: (ما غرت على امرأة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما غرت على خديجة؛ لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إياها، وثنائه عليها، ولقد أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمأن يبشرها ببيت لها في الجنة من قصب) [رواه البخاري].
بل قد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشكر الناس على ما يسدونه إلينا من معروف، والشكر نوع من أنواع التقدير والثناء الحسن، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم يشكر الناس؛ لم يشكر الله) [رواه الترمذي، وصححه الألباني]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (من أُعطي عطاء فوجد؛ فليجز به، ومن لم يجد؛ فليثنِ، فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر) [رواه الترمذي، وحسنه الألباني].
جريمة قتل.
ونحذرك ـ عزيزي القارئ ـ في النهاية من أن تجعل من تقدير الآخرين والثناء عليهم جريمة تقتلهم بها، ولا تعجب فهكذا وصفها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع رجلًا يمدح رجلًا، فقال: (ويلك، قطعت عنق صاحبك) [رواه البخاري]، والناس بذكائهم يرصدون التملق، ويشعرون به، وبالتالي يفشل معهم عادة، يقول ديل كارنيجي: (فالتملق أمر زائف، مثله مثل النقود المزيفة، يجلب لك المشاكل في نهاية الأمر إذا أعطيته لشخص آخر).
كيف السبيل؟
فها نحن نسوق لك ـ عزيزي القارئ ـ جملة من النصائح والتوجيهات العملية؛ من أجل ثناء حسن تصوغه بكلمات عذبة رقراقة:
1. أكثر من كلمات مثل (أنت رائع)، (يعجبني فيك كذا)، (أنت تتميز بكذا)، (لقد تغيرت بالفعل إلى الأحسن)، (أنت تقطع شوطًا كبيرًا في إنجاز ما تريد).
2.    احرص أن تكون صادقًا في تقديرك وثنائك.
3. احرص على شكر الآخرين، لقاء ما يقدمونه لك من خدمات، وليكثر على لسانك قول: (جزاك الله خيرًا)، (لا أعرف كيف أشكرك)، (لن أنسى لك هذا الجميل أبدًا)، (لقد قدمت لي عملًا جليلًا).
وختامًا تذكر دائمًا، أن منح الاهتمام للآخرين هو السر الثاني على طريق النجومية الاجتماعية، ولا تنس القاعدة الأهم: (حتى تكون مهمًّا، كن مهتمًّا)، وإلى لقاء قريب مع السر الثالث من أسرار النجومية الاجتماعية.
(منقــــــــــــــــــــــــــول للفــــــــــائدة)