الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

بعض الملاحظات والانطباعات من زيارتي لكوريا الجنوبية


بعض الملاحظات والانطباعات من زيارتي لكوريا الجنوبية

عندما تزور كوريا الجنوبية يذهلك تقدمهم الحضاري في شتى المجالات سواء من ناحية التقدم في الهندسة المدنية كالمشاريع العملاقة من جسور كثيرة طويلة وجسور معلقة والأنفاق التي تخترق الجبال والشوارع الواسعة المجهزة والبنية التحتية المتقنة والحدائق الخلابة.. والتقدم في الهندسة المعمارية متمثلة في ناطحات السحاب والأبنية العملية الجميلة والتي تحتوي على أحدث أجهزة التوفير في الطاقة والكهرباء مثل حساسات الإنارة وأنظمة توفير المياه .. والتقدم في وسائل النقل المختلفة من مترو الأنفاق والقطارات السريعة والحافلات المتصلة بشبكة متقدمة من الكمبيوتر وشاشات توضح بدقة متناهية مساراتها والوقت المتبقي على قدومها .. ويبهرك التقدم في مجال الإلكترونيات حيث الأجهزة المختلفة المتطورة منتشرة حتى بأيدي الصغار .. كما تعجبك مشاريعهم العملاقة في مجال استغلال الطاقة المتجددة ودعم الدولة لهذه المشاريع كمشاريع استغلال طاقة الرياح والطاقة الشمسية وطاقة المد والجزر في توليد الطاقة الكهربائية واستغلال النفايات لجمع غاز الميثان واستخدامه في التسخين وغيره






أمور كثيرة نعتبرها أحلاماً بعيدة المنال في بلادنا وللأسف تم تحقيقها في كوريا خلال أقل من خمسين عاماً بالجد والاجتهاد والإصرار وتوفر التخطيط الاستراتيجي الشمولي وتوفر الإرادة السياسية لذلك .. لقد كانت كوريا حتى نهاية الخمسينيات من القرن الماضي دولة فقيرة متخلفة ينتشر فيها الجوع والفقر وما نراه اليوم من ازدهار وتقدم في تلك البلاد هو معجزة حقيقة

كما تعجبك طبيعتهم الخلابة فالبلد كلها أشجار وأنهار ومروج خضراء وبحار وشواطئ جميلة وجزر رائعة ..

كما يعجبك حب الكوريين للعمل والإخلاص والإتقان في أدائه ومن صفات الكوريين الإيجابية أنهم يمتازون بالصدق والنظام ودقة المواعيد وحبهم للمساعدة واحترامهم للغير والكلام بصوت منخفض والتزامهم بالنظافة وعدم التدخين في الأماكن العامة ..
أذكر إيجابية مهمة .. هناك في كوريا تشعر بالأمن والأمان .. لم أكن أتوقع ذلك بحكم أني جربت بعض الدول كروسيا حيث افتقدت إلى الأمان أثناء دراستي .. الكوريون يتركون أغراضهم الشخصية من هواتف وحقائب لفترة طويلة ولا أحد يسرق .. البلد كلها تقريباً مراقبة بالكاميرات .. لم أر دوريات الشرطة أو أفرادها إلا مرة واحدة





شاشة الكترونية توضح بدقة منتاهية موقع الباصات الحالي والفترة الباقية لوصولها إلى الموقف وذلك لتسهيل حركة المواصلات العامة على المواطنين والركاب وليعرفوا بدقة موعد وصول الباصات ..


كما أنهم يعتزون بلغتهم وهذا ربما من أسباب نجاحهم .. فأسماء المحلات والأماكن كلها باللغة الكورية وإن كتبت بالانجليزية أيضاً فبخط أصغر من اللغة الكورية .. وهناك شيء أزعجنا وهو أن أغلب الشعب من العامة وخاصة كبار السن وحتى بعض المسؤولين لا يتكلمون اللغة الإنجليزية نهائياً حتى الأرقام بالانجليزية بعضهم لا يعرفونها ..والكثير من الأجهزة الالكترونية مكتوب عليها باللغة الكورية فقط ..





ومن سلبياتهم ضياع هويتهم الكورية القديمة بعض الشيء فقد تغيرت ملابسهم التقليدية المحتشمة إلى الملابس الغربية خاصة النساء فهن كاسيات عاريات..
كما أنهم مع كل هذا التقدم والعلم تجد منهم الكثير ممن لا يؤمن بالله ولا يهتدي إلى الحق وتجد معبوداتهم الوثنية المصنوعة من الأخشاب في القرية التراثية الكورية وتجد في داخل بعضهم الإيمان بالأساطير والخزعبلات.. فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة ..
بالطبع تجد منهم من يعطي انطباعا سيئاً عنهم لكنهم قلة وفق ما لاحظت .. مثل وجود بعض السكارى والمشردين في المترو أو الشوارع..
ما كرهته شخصياً في كوريا هو نصبهم لتماثيل جنرال أمريكي هو دوغلاس ماكارثر
حيث يعتبرونه محرر كوريا الجنوبية من الشيوعيين في حروب قتل فيها مئات الآلاف من الكوريين وتم تسجيل انتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان أثناء هذه الحروب واستعمال أسلحة محرمة دولياً..
كما كرهت أغلب طعامهم فهو لا يروق لنا نهائياً وطرق تحضيره لا تتلائم مع ما تعودناه حتى الأكلات البحرية فتطهى بشكل غريب .. ذكريات الطعام سيئة للغاية ..

وأخيراً هذه بعض ذكريات كوريا والتي في مجملها تترك أثرا لا ينمحي في الذاكرة وتثير أسفاً على حال أمتنا.. فمتى نلحق بالركب!!!