الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

صدقت أخي الحبيب: كانت أياماً رائعة، وكان العقل مبدعاً، والقريحة مشتعلة، والذكرى متأججة، والجيران في تفاعل، والفكرة في نضوج، والأدب في أوجه، والشعر على أشده .. آه آه .. أوجعت قلبي بكلماتك المبكية الحزينة عن ذلك العهد القريب البعيد .. ألا ليت هذه الأيام تعود، ألا ليت حارة جيران العتيقة تعود من جديد .. تحياتي إلى كل الجيران والأصدقاء الصالحين هناك وهنا .. دمتم بخير ودامت ذاكرتكم متيقظة .. 






جميل أنكم ما زلتم تكنون كل هذا الحب والعشق لجيران القديم يا جيراني الأعزاء .. للأسف الفيسبوك روتين ممل لا بد منه هذه الأيام ولا يرتقي إلى ما كنا عليه في جيران .. هو شبكة ممتازة للتواصل ولكن تغدو كئبية مع الأيام خاصة في ظل أحداث المجازر والمذابح لإخواننا في كل مكان .. كما أن الكم الهائل من المنشورات والمجموعات يشتت التفكير .. خاصة أن كثيراً منها أصبح كصفحات الجرائد اليومية تنتهي صلاحيتها مع غياب شمس النهار ..





ما هي أسباب تدني مستوى التعليم، وكيف يمكن معالجتها؟


بسم الله الرحمن الرحيم

• ما هي أسباب تدني مستوى التعليم، وكيف يمكن معالجتها؟

هناك أسباب كثيرة كثيرة تحتاج إلى دراسات حقيقة لمعرفتها وإلى وتطبيق عملي لعلاجها. 
فهناك خلل كبير في العملية التربوية والتعليمية خاصة في القطاع العام في كافة عناصرها: (الدولة، ووزارة التربية والتعليم، والمناهج، المدرسة والمدير والمعلم، والطالب، والأسرة، والمجتمع والبنية التحتية....وغيرها)

وألخص بعض المشكلات في هذه النقاط:

1. الدولة بشكل عام ووزارة التربية والتعليم بشكل خاص:
أعتقد أن الحق الأكبر يقع على عاتق الدولة ووزارة التربية فيما نراه من ضعف وتدني في التعليم، حيث رفع مستوى التعليم في الأردن هو مسؤولية الدولة، فيجب أن تقوم الدولة متمثلة بالوزارة بعمل الدراسات الحقيقة اللازمة وإيجاد الحلول العملية المناسبة للمشكلات التعليمية في الأردن بحيث تكون منبثقة من مصادر التشريع الإسلام ومن العلم الحديث الذي لا يخالف مبادئ الإسلام الحنيف، وعليها أن توازن بين المعلمين والطلاب وتعطي كل ذي حق حقه وعليها أن تؤهل المدراء والمعلمين وتدربهم لإدارة الصف والطلاب وتمنحهم الصلاحيات اللازمة.



2-المناهج:


هناك ضعف في المناهج حيث لا يوجد فيها تسلسل معرفي واضح وأحياناً نجد ضخامة في حجم المادة حيث لا يستوعبها الطالب ، ولا يوجد حلول في الكتب لكثير من الأسئلة حيث من المطلوب من الطالب أن يفكر وأن يبحث في مصادر أخرى مثل شبكة الإنترنت وهذا لا يتوفر عند الجميع وإن توفر فقليل من الطلاب من يبحث في هذه المصادر فالنتيجة أن بعض الطلاب لا يستطيعون حل الواجبات المنزلية لا سيما إذا لم ينتبه أثناء الحصة جيداً. 
مثلاًً في اللغة العربية يتم وضع نص ما للحفط ثم شرح سطرين أو ثلاثة سطور، ثم يتم طرح الأسئلة مباشرة بدون شرح الأفكار بطريقة جميلة 
العلاج: تطوير المناهج وفق مصادر التشريع الإسلام ووفق العلم الحديث الذي لا يخالف مبادئ الإسلام وبحيث تكون في مستوى الطلاب ومتدرجة وقابلة للفهم والأسئلة قابلة للحل. 



3-الأسرة:


ضعف تربية الأولاد وضعف الرقابة والتوجيه لانشغال الوالدين أو لقلة ثقافتهم أو بسبب وجود تفكك أسري أحياناً 
تأهيل الأسرة ورفع الوعي الديني والثقافي لديها ومعالجة المشكلات الموجودة في المجتمعات وتحسين الأحوال المعيشية ومحاربة الغلاء الفادح والبطالة والفقر وتقع هذه ضمن مسؤولية الدولة ومؤسساتها المختلفة.



4-الطلاب: ضعف ذكاء الطالب أو وجود أمراض أو مشكلات جسدية كضعف السمع أو البصر لديه أو تشتته وعدم وجود دافعة للتعلم فلا يقومون بالدراسة اللازمة والحفظ في البيت ولا يحلون الواجبات المنزلية. وقد يكون ذلك أيضاً بسبب وجود مشكلات اجتماعية في بيئته فكثير من الطلاب لم تعد الدراسة في سلم الأولويات لديهم وأصبحت تشغلهم أمور كثيرة أخرى مثل الستالايت والنت واللعب واللهو وانشغالهم بالخلويات وغيرها وأحياناً يتأخر الطلاب في النوم مبكراً فيستيقظون صباحاً وهم في مصابون بالإرهاق. 
العلاج: إجراء الفحوصات الدورية الحقيقية للكشف على الطلاب ومعرفة حالتهم الجسدية والنفسية ومعالجتها مجاناً.



5-المدرسة والمدراء والمدرسون: قلة احترام وتقدير المدراء والمعلمين وعدم إعطائهم مكانتهم الاجتماعية اللائقة، وسحب الصلاحيات منهم، و قلة الرواتب والحوافز والتدريب، وزيادة عدد الطلاب يصل العدد أحياناً إلى حوالي خمسين طالباً في الصف، حيث يصعب التعامل مع هذا الكم من الطلاب. وشعور بعض المعلمين بالإحباط فلا يعطون العمل حقه متذرعين بقلة الرواتب أو ربما لا تكون عندهم راحة نفسية جيدة للتدريس . وشعورهم بالظلم والقهر من عدم إنصافهم من الجهات الرسمية ومن بعض الطلاب والأهالي.
وعدم وجود تنسيق وتواصل بين الطلاب وأولياء الأمور والمدرسة.


العلاج: رفع مستوى الوعي الديني والأخلاقي لدى المدراء والمدرسين حيث يجب على الإنسان أن يخلص في عمله ابتغاء وجه الله تعالى ما دام راضياَ بهذا العمل.وإعطاء المدرسين حقوقهم ورفع رواتبهم وتحقيق المكانة الاجتماعية اللائقة بهم واحترامهم ومنحهم الصلاحيات اللازمة وتدريبهم ورفع كفاءتهم .
ويجب إيجاد آلية للتنسيق والتواصل بين المدرسة وأولياء الأمور والطلاب.



6- البنية التحتية: عدم توفر التجهيزات العصرية والوسائل التربوية الحديثة وعدم جاهزية المدارس والمباني لاستقبال الطلاب وعدم قدرتها على استيعابهم .
العلاج: على الدولة ووزارة التربية أن توفر البيئة التعليمية السليمة بوسائل حديثة واستخدام وسائل الاتصال الحديثة لتكون حلقة الوصل بين الطلاب والمدرسة والأسرة. 



أسأل الله العظيم أن تعود المدرسة قلعة شامخة لتخرج أجيالاً تؤمن بالله العظيم وتعرف للوطن حقه وتعرف حق المعلم ومكانته.