الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

ملاحظات على كاريكاتير عماد حجاج بخصوص تنظيم النسل




     لا أنكر أنه ربما نواجه في الواقع مثل هذه الجزئية في هذا #الكاريكاتير ولكنه بشكل عام يشوه الحقيقة الكاملة ويعطي صورة غير صحيحة للمشاهد، فهو يعالج الواقع بطريقة خاطئة، لاسيما أن الكاريكاتير فيه مغالطات كثيرة وفيه خلط عجيب بين الأفكار وكم تمنيت أن يوجه الفنان #عماد_حجاج فنه وإبداعه بالشكل الصحيح:

- ففي الكاريكاتير تظهر فكرة #المرأة #المحجبة المتسولة التي تتخذ من أولادها وسيلة للتسول وقد كثرت #ظاهرة_التسول في الآونة الأخيرة في مجتمعنا، وبعض الناس أصبح #التسول مهنة له، في حين نهى #الإسلام عن التسول من غير حاجة وحض على #العمل #الحلال الطيب ووردت #أحاديث نبوية شريفة كثيرة بهذا الشأن لا مجال لذكرها كلها هنا . 
وأذكر منها :
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال #رسول_الله صلى الله عليه وسلم: ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم. متفق عليه. 
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سأل الناس أموالهم تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر. رواه مسلم. 

- وإن كانت المرأة في الصورة بحاجة حقيقية للمال بسبب وفاة زوجها أو عجزه أو غير ذلك فوجب على أقاربها الإنفاق عليها وعلى أولادها، وإن كانوا فقراء فوجب على الدولة "#الإسلامية"والمجتمع الإنفاق عليهم حيث هناك بيت مال #المسلمين الذي يجمع من أموال #الزكاة والصدقات والوقف وغيره وهذا هو #التكافل_الاجتماعي المفقود. 

- أما فكرة أن المرأة #غير_المحجبة تساعد المرأة المحجبة بحبوب #منع_الحمل فهي فكرة خبيثة، تروج للأفكار الغربية المسمومة والتي تدعمها المنظمات الدولية والتي تدعو فيها المجتمعات العربية والإسلامية إلى تحديد وتنظيم النسل وخفض معدلات الإنجاب بزعم أنها الحل السحري لمشكلاتهم #الاجتماعية والاقتصادية من #فقروبطالة وتعليم وغيره، في حين هم في مجتمعاتهم يروجون لأفكار تكثير النسل وزيادة معدلات الإنجاب المنخفضة ويضعون الحوافز المالية العالية بلا فائدة تذكر فأعدادهم في تناقص في بعض الدول ونسبة كبار السن هي الغالبة. 
- وأيضاً فكرة المرأة غير المحجبة تساعد المرأة المحجبة فيه إساءة واضحة للمرأة المحجبة وإساءة بالأصل للإسلام حيث الحجاب فرض على المرأة البالغة كما يعرف كل من عنده علم يسير في الدين الإسلامي الحنيف، كان الأولى أن يجعلهما إما محجبتين أو غير محجبتين.

- أيضاً هناك موضوع #الرزق .. فالرزق مكفول من الله تعالى وعلى #المسلم أن يتوكل على الله تعالى وأن يأخذ بالأسباب الدنيوية للرزق كما أمره الله تعالى فيتعلم ما يفيده ويعمل بجدٍ قدر استطاعته.
- ولا علاقة صحيحة علمية بين رزق الأولاد والرزق المالي ففي مجتمعنا نجد جميع الحالات:
فربما تجد غنياً رزقه الله عدداً كبيراً من الأولاد وكلهم يأخذ حقه وزيادة. 
وربما تجد فقيراً قدر الله عليه رزقه من المال ورزقه كثرة من الأولاد. 
وربما تجد غنياً رزقه الله قلةً من الأولاد أو ربما لم يرزقه الولد ويركض إلى المستشفيات باحثاً عن حل. 
وربما تجد فقيراً قدر الله رزقه من المال ورزقه قليلاً من الأولاد أو ربما لم يرزقه الولد أيضاً.

المرأة المحجبة إذاً في الكاريكاتير لا تمثل الإسلام الصحيح .. وأيضاً لا تمثل حتى العادات والتقاليد فهل من عادات العرب أن تتسول المرأة ! .. هل يرضى بذلك أهلها وأقاربها .. لا أعتقد .. وأشهد هنا أن عماد حجاج مبدع فكاريكاتير مثل هذا مليء بالأفكار والآراء .. ويتشعب إلى عشرات القضايا التي بحاجة إلى نقاش طويل .. 

أما عن مسألة تنظيم النسل والتباعد في الأحمال فأنشر هنا ببان مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنعقد في دورة مؤتمره الخامس بالكويت من 1-6 جمادى الأولى 1409 الموافق 10 – 15 كانون الأول (ديسمبر) 1988م،

بعد اطلاعه على البحوث المقدمة من الأعضاء والخبراء في موضوع تنظيم النسل، واستماعه للمناقشات التي دارت حوله،

وبناء على أن من مقاصد الزواج في الشريعة الإسلامية الإنجاب والحفاظ على النوع الإنساني، وأنه لا يجوز إهدار هذا المقصد، لأن إهداره يتنافى مع نصوص الشريعة وتوجيهاتها الداعية إلى تكثير النسل والحفاظ عليه والعناية به، باعتبار حفظ النسل أحد الكليات الخمس التي جاءت الشرائع برعايتها،
قرر ما يلي:

أولاً: لا يجوز إصدار قانون عام يحد من حرية الزوجين في الإنجاب.

ثانياً: يحرم استئصال القدرة على الإنجاب في الرجل أو المرأة، وهو ما يعرف بالإعقام أو التعقيم، ما لم تدع إلى ذلك الضرورة بمعاييرها الشرعية.

ثالثاً: يجوز التحكم المؤقت في الإنجاب بقصد المباعدة بين فترات الحمل، أو إيقافه لمدة معينة من الزمان، إذا دعت إليه حاجة معتبرة شرعاً، بحسب تقدير الزوجين عن تشاور بينهما وتراض، بشرط أن لا يترتب على ذلك ضرر، وأن تكون الوسيلة مشروعة، وأن لا يكون فيها عدوان على حمل قائم.
والله أعلم ؛؛
 انتهى البيان ..

وفي فتاوى موقع الإسلام اليوم نفس الكلام :

من حيث المبدأ فإن العمل على التحكم المؤقت في الإنجاب بقصد المباعدة بين فترات الحمل، أو إيقافه لمدة معينة من الزمان، جائز إذا دعت إليه حاجة معتبرة شرعاً؛ كالرغبة في حسن التربية، أو الوضع الصحي للزوجة، بشروط من أهمها:
1 - أن تكون الوسيلة مشروعة.
2 - ألا يترتب على ذلك ضرر.
3 - ألا يكون فيه عدوان على حملٍ قائم.
4 - موافقة كل من الزوجين.



في الختام يجب على #الدولة:
أن تتقيَ الله في هذا #الشعب وأن لا تنشر فيه الأفكار المستوردة المخالفة لديننا وقيمنا وأن تزرع في هذا الجيل الإيمان الجازم بالله تعالى والتوكل عليه مع الأخذ بالأسباب الدينية والدنيوية، وأن تربيه على أن الرزق من عند الله تعالى. 
كما يجب أن تتخذ الإجراءات اللازمة للحد من ظاهرة التسول وأن تصل إلى العائلات المحتاجة والتي تعاني من الفقر والبطالة وأن تقوم بتأهيلهم وتدريبهم لإيجاد فرص عمل لهم ولأبنائهم. 
وأن توقف الفساد المنتشر عند بعض المسؤولين والتشديد على عدم قبول الواسطة والمحسوبية بشكل سلبي يفقد حقوق الآخرين. 
ويجب التخطيط السليم للموارد الاقتصادية والبشرية وتوجيه الشباب إلى الأعمال المهنية والأكاديمية حسب خطط طويلة الأجل وحسب الحاجة المدروسة. 
ويجب إيجاد حلول حقيقة للمشكلات الاقتصادية بدعم الصناعة وتشجيع الاستثمار وتخفيض الضرائب وأسعار المحروقات وغيرها من مدخلات الإنتاج. 

- الكلام يطول وبالمختصر كاريكاتير غير موفق.

كتبه وجمعه : سيد صالح



ملحق للفائدة بقلم  د .أحمد بن عبد الكريم نجيب



بسم الله الرحمن الرحيم

العزل في الجماع

السؤال : 
؟
الجواب :
أقول مستعيناً بالله تعالى :
العزل ممارسة مشروعة بين الزوجين ، و لا تحرم ما لم يكن فيها مضارّةٌ بأحدهما ، أو إكراه له على ما لا يرتضيه ، و النصوص الدالة على أن الأصل في العزل الإباحة كثيرة جداً ، تحكي فعل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، و إقرار النبي صلى الله عليه و سلم لهم فيما أخبروه به أو بلغه عنهم ، و من ذلك : روى مسلم و أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ( غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم غزوةً بالمصطلق ، فسبينا كرائم العرب . فطالت علينا العزبة و رغبنا في الفداء . فأردنا أن نستمتع و نعزل . فقلنا : نفعل و رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أظهرنا لا نسأله !! فسألنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : ( لا عليكم أن لاتفعلوا . ما كتب الله خَلْقَ نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة ، إلا ستكون ) . و في رواية : ( فإن الله كتب من هو خالق إلى يوم القيامة ) .
قال النووي في شرح صحيح مسلم : والعزل هو نزع الذكر من الفرج وقت الإنزال، خوفا من حصول الولد ... و ( لا عليكم أن لا تفعلوا ) معناه ما عليكم ضرر في العزل ، لأن كل نفس قدر الله خلقها لابد أن يخلقها . سواء عزلتم أم لا. وما لم يقدر خلقها لا يقع، سواء عزلتم أم لا. فلا فائدة في عزلكم. فإنه إن كان الله تعالى قدر خلقها سبقكم الماء، فلا ينفع حرصكم في منع الخلق .اهـ .
و في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري ، قال : ذكر العزل عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( و ما ذاكم ؟ ) قالوا : الرجل تكون له المرأة ترضع فيصيب منها ، و يكره أن تحمل منه ، و الرجل تكون له الأمة فيصيب منها، و يكره أن تحمل منه . قال : ( فلا عليكم أن تفعلوا ذاكم . فإنما هو القدر ) .
و في صحيح مسلم أيضاً عن جابر ؛ أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : إن لي جارية ، و أنا أطوف عليها ، و أنا أكره أن تحمل . فقال : ( اعزل عنها إن شئت . فإنه سيأتيها ما قدر لها ) ، فلبث الرجل . ثم أتاه فقال : إن الجارية قد حبلت . فقال : ( قد أخبرتك أنه سيأتيها ما قدر لها ) . 
و عنه أيضاً : كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فلم ينهنا .
و كما أسلفت فالأدلة على إباحة العزل كثرة مستفيضة ، و قد اقتطفت منها ما أوردته أعلاه من صحيح الإمام مسلم ، و فيه الكفاية في الدلالة على المطلوب إن شاء الله .
لكنه يقال في العزل ما يقال في غيره من وسائل منع الحمل : إن المنع يجب أن يكون لفترة مؤقتة و لسبب وجيه ، أما إن اتخذت وسيلة للقضاء على النسل و قطعه بالكلية فإنها ستنقلب إلى حرمة ، تصير كبيرة بالإصرار عليها ، و العياذ بالله .

هذا و الله الهادي إلى سواء السبيل ، و بالله التوفيق .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق