الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

اللغة العربية المهجورة

قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (1/469):

(صارت العربية مهجورة عند كثير...، ولا ريب أن هذا مكروه إنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية حتى يتلقنها الصغار في المكاتب ، وفي الدور ، فيظهر شعار الإسلام وأهله ، ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه معنى الكتاب والسنة وكلام السلف ، بخلاف من اعتاد لغة ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى ، فإنه يصعب ، واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل ، والخلق والدين ، تأثيراً قوياً بيناً ، ويؤثر – أيضاً- في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق ، وأيضاً فإن نفس اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرض واجب ، فإن فهم الكتاب والسنة فرض ، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، ثم منها ما هو ما هو واجب على الأعيان ، ومنها ما هو واجب على الكفاية ، وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عيسى بن يونس ، عن ثور ، عن عمر بن زيد قال : كتب عمر إلى أبي موسى – رضي الله عنه – أما بعد : ( فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية ، وأعربوا القرآن ، فإنه عربي ) ؛ وفي حديث آخر عن عمر رضي الله عنه أنه قال : ( تعلموا العربية فإنها من دينكم ، وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم ) . وهذا الذي أمر به عمر _ رضي الله عنه – من فقه العربية وفقه الشريعة ، يجمع ما يحتاجه إليه ، لأن الدين فيه أقوال وأعمال ، ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله ، وفقه السنة هو فقه أعماله ) . اهـ

(منقول)


هناك تعليقان (2):

  1. مشكور اخي سيد والله ان هذا النقل عن الشيخ الفاضل بن تيمية رحمه الله شجعني جدا لتعلم والتعمق والتود باللغة العربية احكامها معانيها ومفرداتها ادعوا لي بالتوفيق بهذا الامر وشكرا وجزاك الله كل خير

    ردحذف
  2. العفو أخي وجزاك الله كل خير، ووفقك الله تعالى إلى تعلم اللغة العربية الفصيحة، وإلى الخير وإلى تعلم العلم النافع .. شكراً على مرورك الكريم وأنا في انتظار زياراتك المتكررة للمدونة..

    ردحذف