الثلاثاء، 15 مارس 2011

الشاعر الإسلامي الفلسطيني أحمد محمد الصديق

http://ashaer.blogspot.com/


الشاعر الإسلامي الفلسطيني أحمد محمد الصديق - أنشد الكثير من قصائده الدينية والوطنية والاجتماعية، وانتشرت أشرطته المسجلة على نطاق واسع. - كان له في السودان نشاط شعري كبير في الاحتفالات والندوات وفي الصحف والمجلات، وأشهر المجلات التي نشرت له مجلة الميثاق الإسلامي. - عمل في قطر مدرساً لمدة ثماني سنوات ثم انتقل للعمل بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية رئيساً لأحد أقسامها، ويتولى خطابة الجمعة منذ نحو عشرين عاماً. - حصل على الجنسية القطرية.


من قصيدة /
وابلدتي !
 ما زلت أذكر يا أبي..
والذكريات بلا حدود
يوم ارتحلنا عن مغانينا وخلّفنا الديار
طللاً.. تخيّم فيه أشباح الدمار
مازلت أذكر يوم أن هجم التتار
وصرختُ من أعماق صوتي في الظلام
وابلدتي !
هجموا علينا  يا أبي مثل الجراد بلا عدد
بين الكروم .. على البيادر يزحفون
والليل معتكر وصوت البوم ينعق من بعيد
في حائط خرب عتيق
والريح تعول .. والنساء مولولات في الطريق
ودوي قنبلة .. وأشلاء تناثر في العراء
ويضج صوت شارد  النبرات .. يخنقه البكاء
ويلاه ! مات أخي تحطّم بيتنا حرق الأثاث
وتطل أحداق النجوم بلا اكتراث
وتفر أسراب الحمام عن السطوح
وروائح البارود في  الأجواء .. خانقة تفوح !
ويخرُّ جندي على الأنقاض .. والهفى عليه !!
غدرت قذيفته .. فعادت عندما انطلقت إليه !
 من ديوان نداء الحق 

الفراشة.. والنار
 فـراشة.. كالذهبِ
تطير حول اللهبِ
أبصرتها مقلبة
إلى اللظى عن كثبِ
وطوفت هنيهة
لاهية في طربِ
خشيت أن تمسها
فقلت : لا تقتربي
النار يا صغيرتي
ليست أداة اللعبِ
لكنها قد خالفت
نصيحتي.. في غضبِ
ورفرفت .. ثم هوت
واحترقت .. كالشهب ِ
قلت لها .. واأسفي
مما أرى ! واعجبي
هذا طريق من عصى
يفضي به للعطبِ
وهل تفيد  بعده
نصيحة المؤدب ؟!

شعر أحمد محمد الصديق
من ديوان / ويخضر غصن الأمل


قصيدة ركعتان
ركعتان
في سكونِ الليلِ عني تجلوان
ظلمة اليأسِ وأكدار الزمان
وتشيعان الرضا في أفقِ نفسي
فإذا النجوى تعالت كالشذا تملأ حسي
وأصاخ الليل في محرابِ أشواقي وأنسي
وتهاوت دمعتان
خشع القلب وألقى العبء في ظِل الأمان
وبدت للروح آفاق ابتهالات .. وتسبيح وقدسِ
فتعرى كل شيءٍ دون تمويه ولبسِ
فإذا الدنيا متاع ذاهب يلهي وينسي
وإذا أسمى المعاني من مسراتٍ وأنسِ
جمعتها في سكونِ الليلِ .. في ظل الأمان
ركعتان !

1384هـ / 1964م
من ديوان نداء الحق 

قصيدة لوحة البشرى
أحق تلك أوطاني ؟
وذلك صدرها الحاني ؟
وأن هناك في خضر
الربى أهل وخلاني ؟
ولا أملك أن أعدو
بأشواقي وأشجاني !
فأسرح في الربيع
الطلق بين ربى ووديانِ
أشم عبيرها الفواح
.. أملأ منه أرداني
وأنشد كالهزار
المستهام هناك ألحاني
أحق أن لي بيتا
ينام بظل بستانِ
وعش طفولتي إذ
كنت ألهو بين أقراني
وبعض كتابة نقشت
كوشم فوق جدرانِ
ومئذنة تطل هناك
في صبر وإيمانِ
يعانق ظلها أشجار
زيتون ورمانِ
مهاد الروح .. كيف أذاد
عن حبي وتحناني ؟!
وكيف تقر لي عين
على ظلم وحرمانِ ؟!
سأعصر جرحي الدامي
لظى في جوف بركانِ
وازرع في الثرى حمما
تدّمر كل عدوانِ
قفوا بالله يا صحبي
قفوا نسترجع الذكرى
هنا فوق (الحدود) هنا
نغالب يأسنا المرّا
نواجه عمق نكبتنا
ونكتم لوعة حرى
مشاهد لو وقفت بها
لضِقت حيالها صبرا
وفاض الشعر منك لظى
ولو لم تنطق الشعرا
سألت وملء أضلاعي
أسى قد خلته جمرا
ألسنا القادرين إذا
سلكنا دربنا الحرا ؟
وفجّرنا بنور الحق ِ
من ظلماتنا فجرا ؟!
فنكتب بالدم القاني
ونور يقيننا النصرا !
وعشت مع الغد المأمول
أقرأ عنده السرا
وغاصت ريشتي في
القلب ترسم لوحة البشرى

للشاعر أحمد محمد الصديق
من ديوان نداء الحق

العجل الذهبي
ركضوا وراء المال والنشبِ
ركض الوحوش .. تشيل بالذنب ِ
وتجسدت أطماعهم  .. فعدت
إذ أسرفوا ( عجلا من الذهبِ )
عكفوا عليه عبيد شهواتهم
والكفر يصنع أعجب العجب ِ
تراقصت في ومض فتنتهم
أطماعهم  كتراقص  اللهب ِ
وخوارهم .. كخوارهِ شبه
في حومة التزييف والريبِ
في ( البندقية ) كان تاجرهم
رمز الخنا .. والسحتِ .. والكذبِ
( والسامري ) إمامهم  إبدا
يا سوء عاقبة .. ومنقلبِ
شعر : احمد محمد الصديق
من ديوان طيور الجنة 

إلى كل مسلمة تلتزم حجابها الشرعي دينا وعقيدة
لا عادة وتقليدا

أخت الهدى
 حياك بالشِعرِ يا أخت الهدى قلمي
فراح يشدو ندي الجرس والنغمِ
هذا الحجاب وسيما الطهر سيمته
كم يستجيش خيالا غير متهمِ
لكنه  فرط إعجاب بمن وقفت
رغم الأعاصير في عز وفي شممِ
تعلو على ترهات العصر شامخة
وعصمة الدين تغنيها عن العصمِ
كأنها دعوة للحق معلنة
وقمة مالها ندّ من القممِ
قالوا الحجاب حجاب النفس قلت أجل
في سابغ من جميل الستر محتشمِ
اما السفور فدين الله يرفضه
رفض الغيور على الأخلاق والحرمِ
إن قيل حرية فالأمر باطنه
تفلت من عقال الدين والذممِ
تأبى الحرائر أن يزرى بعفتها
أو أن يساق بها للمرتع الوخمِ
قد أحكمت سيرها في النور مبصرة
درب الهداية لم تعثر ولم تهمِ
إن التبرج يا أختاه منقصة
 تهوي بكل ِخلال البِر والكرمِ
هذا الحجاب يد التقوى تطرزه
يضفي جمالا ويذكي الروح كالضرمِ
يثير غيظ عدو الله يفزعه
ويستفز لديه كامن النقمِ
لا تعبئي فخيول الله مقبلة
في موكب ناضر الآمال مبتسمِ
ولا نجاة لغير المؤمنين غدا
فاستمسكي بعرى الإيمان واعتصمي

 للشاعر أحمد محمد الصديق
من ديوان جراح وكلمات


أم المؤمنين.. الصديقة بنت الصديق

إليكِ تحايا الحب والبِر والثنا
حبيبة خيرِ المرسلين .. وأمّنا
مبرأة من كل عيب .. وإنما
عدوك من أزرى به الفحش والخنا
فداؤكِ منا الروح يا من بطهرها
تنزّل وحي الله .. والعرض عرضنا
ومن قبلنا عرض الرسول وأهله
وكل أذى قد مسّه فهو مسّنا
وكل افتراءِ فهو من صنع طغمةٍ
لها المكر والإفسادُ قد بات ديدنا
يدّسون في خير القرون سمومهم
ومن دسّها يرجع بما دسّ مثخنا
يريدون بالإسلام شر مكيدة
وتشويه من شاد الحضارة وابتنى
وكلِّ جهاد في حماهُ تحررت
شعوبٌ وشاعت شٍرعة الحق في الدنى
وعزّ على الطاغوت أن زال ملكه
فأعماه حقدٌ صار بالحرب معلنا

ُأعائشة الصدّيقة العفة التي
هي الكوكب الدري يسطع بالسنا
وريحانة الإسلام تنفح بالتقى
مطيّبة الأعراق أصلا ومعدنا
أبوك أحبُ الناس للمصطفى كما
وحبُّكِ منهُ في الفؤادِ تمكنا
ألستِ لهُ زوجاً بأمرِ من السَّما ؟
تعالى إله العرش رباً مهيمنا
قضى أنه للطيّبين مثيلهم
من الطيباتِ المحصناتِ تيقنا
وحسبكِ من زوج وداد ورحمة
وأنكِ قد أحرزتِ في قربه المنى
بلغتِ من المجد الذري فاسعدي به
وما كان من حُسنٍ فقد كنتِ أحسنا
أثيرة خير الخلق .. موضع سرّه
َوقلبك بالعلم النفيس قد اغتنى
وبيتك مهد الوحي يأتيه دونما
سواه فما هذا الخصوص؟ وما عنى؟
وهذا اختيار يلفت العقل والنهى
إليه.. ويسترعي قلوباً وأعينا
وعندكِ كانت للنبي وفاته
وصدركِ عند النزع قد كان محضنا
وريقكِ بالمسواكِ خالط ريقه
فصار به المسواك كالقلب ليّنا
وذلك فضل لا يضاهيه مثله
ولا ما يدانيه من الفضل أو دنا
فكيف تمادى بالأذيّة جاهل
وويلٌ لمن سنّوا لطعنكِ ألسُنا
وما طعنُهم إلا بأنفسهم.. أجل
وإلا فمَن شاء البيان .. تبيّنا
ومستمرئ الإيذاء للناس لم يذق
أماناً.. ولن يلقى من الله مأمنا
وتكذيبهم لله ماذا عقابه ؟
وفيم ترى المفتون بالجهل أرعنا ؟!
كلاب تعاوى في الجحيم وما لهم
من الله إلا جاحم النار مسكنا
هو الإفك والبهتان.. باءوا بإثمه
يظنون عند الله ذلك هينا
ألستِ لهم أماً فأين وفاؤهم ؟!!
ولستُ أرى في جمعهم قط مؤمنا
حريَّ بمن يؤذيكِ وهو ملوث
بأرجاسه في أن يذم ويلعنا
وهذا أبوكِ الشهم يغلي بغيظه
ولكنه ينصاع لله مذعنا
فيعفو .. ويعطي من أساء استجابة
لوحي أتى بالعفو والصفح مؤذنا
وطوبى لعبد يكظم الغيظ.. قادراً
على الثأر.. لكن قد تجاوز محسنا
ويبقى حديث الإفك درساً وعبرة
وآياته تتلى هنالك أو هنا
وكلٌّ له منها حصائده التي
جناها.. وقد خاب الشقي بما جنى
شعر: أحمد محمد الصديق


يا حُماةَ القُدس..
الشاعر أحمد محمد الصديق
أشعلوها غُضْبَةً تقدح نارا= وامسحوا عن جبهة القدس الغبارا
وارفعوها فوق هامات العلا =في سماء المجد رمزاً ومنارا
واغسلوا الأرجاس عنها مثلما =يغسل المكلوم يوم الثأر عارا
واذكروا الفاروق في عهد ته= رافضا في أرضها منهم قرارا
واسلكوا في فتحها مسلكه= إنكم لن تأمنوا منهم ضرارا
موطن الإسراء ها قد سنحت= ساعة الصفر ...صِداماً ... ونِفارا
زلزل الأرض بهم كي يعلموا= أننا نأبى على الضيم اصطبارا
أيقظ الأمة من غفلتها= ليلها قد طال فاجعله نهارا
صمتها أطمع فينا كل من= فرض الحبس على الأحرار دارا
أين أصحاب الكراسي التي= تحكم الشعب صغاراً وكبارا ؟
هل تراهم سمعوا أو أبصروا= صرخات الشعب تحتد أوارا ؟
يا حماة القدس ...يا خير الورى= اجعلوا التحرير للأقصى شعارا
قد نزعتم في ميادين الوغى = عن عدو الله وجهاُ مستعارا
وكشفتم زيفه لما بد ا خاويا .=... يضمر جبنا وخوارا
شمروا للأمر ثم انتفضوا= وإذا اشتدت فخوضوها غمارا
واحذروا كل الألاعيب ا لتي= هم حواة ... أ تقنوا فيها الحوارا
واصرفوا عن وجهكم من تاجروا= بقضاياكم ....مرارا ومرارا
كلما الإعصار قد زعزعهم =هتفوا ...أو ركبوا الموج المثارا
صرخة الأقصى فلبوها معا =واشهدوا من ذلك الخصم انهيارا
سوف يهوي كل ما شيده= فادحروا البغي جدارا وحصار
ولتكن معركة القدس لكم= أول الغيث ظهورا وانتصارا
واحصدوا من بعدها ما أنبتت= ديمة الغيث زهوا وثمارا

حطموا أسطورة البغي
حطموا أسطورة البغي الأثيمة
وامحقوا عن أرضنا تلك الجريمة
ليس للغاصب في أوطاننا
موطيء ،، إن نحن وطنّا العزيمة
اصعقوا الدنيا بزحف كاسح
واجعلوا من جنة العادي جحيمه
واشهدي يا قدس في اللقا
جولة للحق ،، غراء ،، كريمة
تقذف الموت لهيبا واريا
تنشر الرعب ،، وتجتاح هشميه
ثم تمحو عنك أرجاس العدى
وبقايا العار ،، والذكرى الأليمة
 يا بلادي ،، يا حمى النّور الذي
لو مشى في ميّت أحيا رميمه
شعلة الإسلام لن تطفئها
نفخة العدوان ،، أو عصف السخيمه
نبّؤا ( خيبر ) أنّا أمة
لم تزل فيها على الظلم شكيمه
قمةٌ ،،رغم الأعاصير التي
زعزعتها ،، والسياسات العقيمه
اذكري التاريخ ،، ثم ارتقبي
فجرنا ،، رغم دياجير الهزيمة
واكبحي الأحقاد عنا ،،واعلمي
أن عقباها على الباغي وخيمه
 شعر / احمد محمد الصديق
 من ديوان جراح وكلمات
الإيمان  والتحدي

في عقر دارك أيها الغربي أعلنت التحدي
إن كان عندك آلة للحرب ..  فالإسلام عندي
وأنا الذي سأريك أيهما جدير بالتصدي
أتظن ليست كفتا ميزاننا ندا  لند ؟!
العلم  لم يثمر لديك سوى التطاول والتعدي
عقم الحضارة لم يلد غير التعاسة والتردي
وكأنها كالداء حيث نشرتها في الأرض تعدي
ولقد زرعت الشوك في أوطاننا عن سوء قصد
فإذا العداوة في النفوس كأنها بركان حقد
وتثور أمواج الصراع تضل في جزر ومد
وتمزق الأرحام تنهش عمرنا تعمي وتردي
فهذه رسالتك التي تزهو بها في كل  حشد ّ!
جاءت لنا بالعري والشهوات والفكر الألد
بطش وإرهاب وسفك للدماء بغير حد
تشري الضمائر.. تستبيح .. وتستخف بكل قيد
وعلى الضعاف الأبرياء تصول صول المستبد
أين الحقوق ؟ خرافة عند المطامع ليس تجدي
أعطيك معنى الحب والإيمان ثم تريد كيدي !
ولقد فصمت النور عن دنياك يوم فصمت عقدي
ما صنت ميثاقا .. ولم تحفظ لنا حرمات عهد  
وتجيء بعد متاجرا بالدين في أثواب زهد !
يا ثعلبا جعل الدعاية للمسيح شباك صيد
وكأنما التنصير مهنة كل ختال ووغد
بريء المسيح .. فلم يكن إلا رسول هدى ورشد
ولأنت للتخريب معوله .. ولست بشير سعد
إن العيون المبصرات تحيلهن عيون رمد
وإذا اليتيم .. رحمته  تخفي له ما لست تبدي  !
                   *****
مهلا فنحن المسلمين إلى التقى والبر نهدي
نبني على قيم السماء حياتنا بنيان ود
هذا سبيل الله  من يسلكه فاز بكل حمد
اسلم قيادك للهدى واظفر بجنات وخلد
المسلمون ويعبق التاريخ من شرف ومجد
رواد كل فضيلة طاروا على صهوات جرد
للخير قد بذلوا النفوس وشمروا عن كل زند
لكن تعثرت الجياد الشهب من تعب وجهد
وترجل الفرسان .. نام السيف محبوسا بغمد
كلا .. فما يرضى الهوان بنو نزار أو معد
لا ينحني رغم الطغاة جبين نعمان وسعد
أتريدنا ذيلا.. ونحن السابقون بكل نجد ؟!
                  *****
يا فجر صحوتنا الذي نرجوه في لهف ووجد
أقبل كأنفاس الربيع .. وبسمة الأمل المجد
إرفع لواء الحق .. بالإيمان والزحف المعد

شعر : أحمد محمد الصديق








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق