الاثنين، 27 يونيو 2011

السفر




السفر
السفر شيء رائع ممتع, يزيد من معرفة الإنسان وخبرته وتجاربه مع الآخرين في هذا العالم الكبير الشاسع. لكن على الإنسان بداية قبل أن ينوي السفر أن يحصّن نفسه بالإيمان بالله تعالى والتوكل عليه وطاعته، وأن لا ينجرف وراء الشهوات أو وراء الأفكار الهدامة المستوردة، عليه أن يوطّن نفسه فلا يكون إمّعة، ويجب أن يسأل الله تعالى دائماً التثبيت على الحق ليبقى على دينه الصحيح "دين الإسلام"، ومبادئه الراسخة، وعقيدته الثابتة، وأخلاقه الحسنة؛ فلا يتأثر بغيره إلا ما يجده لا يعارض دينه وعقيدته وذلك بالرجوع إلى أهل العلم وأهل الاختصاص إن استطاع الوصول إليهم ، وإلا استفتي قلبه واضعاً نصب عينيه مخافة الله تعالى السميع العليم إن لم يجد عالماً أو طالب علم يستفتيه فيفتيه.
عندما تسافر ترى حضارات أخرى كثيرة عريقة.. ترى حضارة مادية اهتمت بالصناعة والإنتاج وشيدت المصانع والصروح الضخمة والأبراج العالية وناطحات السحاب .. وترى مترو الأنفاق يخترق المدن بطولها وعرضها وغيره من المواصلات الحديثة فتندهش من هذه العجائب التي صنعها البشر.. ترى الطرق السريعة الواسعة والبنية التحتية الجاهزة ..ترى الأنهار والبحار والبحيرات والمحيطات والغابات والصحاري فتقرأ كتاب الله الكوني المنظور .. ترى الثلوج والجليد والصقيع.. وترى الشمس لا تغيب في ليالٍ بيضاء بيضاء كأنها النهار .. ترى الماء والخضراء والوجه الحسن كما قالت العرب قديماً.
وترى شعوب العالم باختلاف عقائدها وأفكارها وعاداتها وتقاليدها.. ترى انحطاط بعض الحضارات المتفوقة مادياً في نواحي الأخلاق وبناء الأسرة والمجتمع وتلمس فساد فطرتها وغياب المفاهيم الإنسانية الأساسية من حياتهم .. حيث الزواج والاستقرار الأسري ترف فكري ولذلك يتناقص عدد السكان في بعض البلدان .. وترى الفساد يعمّ تلك البلاد في البّر والبحر والجو  ترى ضياع البشرية جرّاء عدم إيمانها الصحيح بالله تعالى الحق الخالق البارئ المصور .
عندها تصلي ركعتين باكياً خاشعاً شاكراً لله تعالى أن جعلك من المسلمين الموحدين وهداك لهذا الدين العظيم .. وتتأسف كثيراً على حال هذه البشرية التائهة في المادية .. وتتأسف أكثر على حال كثير من المسلمين الذين ضيّعوا دينهم ودنياهم، فلم يحافظوا على الكنوز التي وهبهم الله عز وجل من صلاة وصيام وزكاة وحج وتسبيح وتهليل وتكبير وغيرها من الدرر، وتخلوا عن تحكيم شرع الله تعالى في الأرض وتركوا سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
        أسأل الله العظيم أن يردنا إلى ديننا رداً جميلاً وأن يرزقنا الله تعالى أسباب النصر والتمكين المادية والمعنوية، لنعود إلى قيادة العالم من جديد، ونؤدي الأمانة ونقوم بواجبنا في الدعوة ونشر الإسلام السمح الذي ارتضاه الله تعالى للبشرية جمعاء. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق