الخميس، 9 يونيو 2011

لباس المرأة المسلمة



لباس المرأة المسلمة

الحمد لله تعالى والصلاة والسلام على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم إلى يوم الدين
(كنت أود أن ألتزم الصمت لكن الموضوع قد تم إثارته من جديد)
شيء مؤسف جداً أن يجهل أو يتجاهل كثير من المسلمين تعاليم دينهم، خاصة ما هو معلوم منها بالضرورة وواجب على كل مسلم تعلمها، وهي أدنى معرفة يجب أن تتحقق عند كل مسلم ..
هذا الموضوع المهم والذي تم تناوله سابقا ولقي تفاعلا شديدا واختلافا في الآراء وأدى إلى وضوح الفجوة الكبيرة بين الجيران .. ومن الممكن ألا يعجب كلامي بعض الناس وخاصة بعض الفتيات لأنه ضد لباسهن وتصرفاتهن.. أتمنى أن يتم الالتزام باللباس الشرعي لكل المسلمات لأنه واجب في الدين الإسلامي على المرأة أن تستر جسدها إلا الوجه والكفين كما رجح الكثير من العلماء المعتبرين .. ومنهم من اجتهد فرجح وجوب تغطية الوجه أيضا والله أعلم.. وما زالت تدور بينهم المناظرات العلمية حيث منذ أيام قليلة فقط تم مناقشه الأدلة من الطرفين على إحدى القنوات الفضائية الإسلامية.
السبب واضح أوضح من الشمس في هذه الممارسات الخاطئة وهو البعد عن الدين الصحيح وعدم تطبيقه في كل مناحي الحياة .. السبب عدم الالتزام باللباس الشرعي كما أمر الله وفق الضوابط والنصوص الموجودة في كل كتب الفقة المعتبرة عند أهل العلم .. السبب في عدم وجود الوازع الديني عند كثير من الناس وعدم تحقيق شروط الإيمان الصحيح من قول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالأركان .. السبب عدم الالتزام بالأخلاق الفاضلة المستمدة من ديننا .. والحل هو العودة إلى الدين الصحيح واتباع شرع الله تعالى في كل ميادين الحياة.. لا أدري إلى متى نبقى نبحث عن السبب ؟ ومتى سنبحث عن الحل؟
"قال الله تعالى: " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)" سورة الأحزاب.. الإسلام :الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله... أن المسلم الحق هو المذعن المنقاد المتذلل، الذي متى علم أن هذه الخصلة من الإسلام جاء بها واتبعها، ولم يتخلف عنها، ومتى علم أن الإسلام حرَّم أو نهى عن هذه الخصلة ابتعد عنها، ودان لله تعالى بتركها، هذا حقا هو المسلم.(ابن جبرين رحمه الله)"
واجب كل مسلم أن ينصح وفق استطاعته جميع النساء بالحسنى وأن نوصل إليهن الحكم الشرعي الصحيح ولا نجبر النساء الأجانب "إي المرأة التي لست لها بمحرم"  لأننا لا نستطيع ذلك وعلينا كأفراد فقط التبليغ .. اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد ..
فعلى المسلم أن يدعو بالحسنى وان يصبر ويكون قدوة لغيره، فإن أصبح يمثل الإسلام حق التمثيل وصار قرآناً يمشي في الأرض ويصبر على المحن والفتن مع مشقة ذلك على النفس البشرية الضعيفة فثقوا بأنّ الناس ستؤمن بهذا الدين وأنّ الله سيأذن بنصر دينه الذي اختاره للبشرية جمعاء ويمّكن له في الأرض.
لو كل واحد أصلح نفسه وبيته وبناته وبنات أقاربه وعلمهن بالأدلة العلمية وجوب الحجاب والجلباب أو اللباس الشرعي بالمواصفات المحددة في كتب الفقه لما وجدت هذا البعد عند هذا اللباس الساتر ولتغير المجتمع وصلح .. وظيفة كل مسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قدر استطاعته وقدرته
هل هذه الحرية المزعومة مقبولة والتي فيها معصية لله ورسولة وفيها فساد للمجتمع ؟ إذا تركنا باب الحرية مفتوحا فهي بمعنى الإباحية .. كل شيء يصبح مباحا ... ولن يكون هناك حرام وحلال .. أين حدود الحرية هذه؟ ومن يضع لها ضوابط؟ .. إذا لم يلتزم المسلم بدينه وبحدود الله تعالى فهو يؤدي بنفسه إلى الهلاك ويؤثر على غيره .. وأين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أمرنا به الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ؟ إذا لم نحاول أن نصلح أنفسنا وأسرنا ومجتمعاتنا فلماذا نعيش .. لنأكل ونشرب وننام فقط كالبهائم .. إذا كنتم تحبون الحرية فنحن عامة المسلمين أحرار في الدعوة إلى الإسلام والالتزام بشرع الله تعالى في كل صغيرة وكبيرة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ... شاء من شاء وأبى من أبى .. ماضون على هذا الطريق طريق الدعوة ولن نكل ولن نمل بإذنه تعالى .. والله تعالى الموفق
.. وأنا مثلا لا أستطيع حاليا أن أنزل إلى الشارع وكل فتاة تمر أوقفها وأعلمها أحكام الحجاب لتقول لي "هذه حرية شخصية مكفولة بالقانون" .. أنا علي التبليغ لمن أتوخى فيهن الخير من زميلة في العمل أو الدراسة أو جارة في موقع أو أطلب من بناتي وزوجتي أو قريباتي ذلك .. أما أن نقول ليس شأننا فهذه مصيبة .. فشان من إذاً؟؟ .. قال تعالى:"فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ" وقال تعالى ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ))
الدين الإسلامي واضح كما بينه الله تعالى في القرآن وكما بينه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في سنته وكما فهمه السلف من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم وتابعيهم بأحسان إلى يوم الدين... وخاصة في مثل هذه المسائل الفقهية ففي أي كتاب فقة معتبر موجود فيه كل شروط اللباس للمرأة المسلمة ..
الله تعالى يعلم الظاهر والباطن ويعلم السر وأخفى ولكن نحن البشر الضعفاء لنا الظاهر فنحن لا نعلم الغيب وعلينا أن نحسن الظن بالمسلمين الملتزمين بدينهم والمسلمات الملتزمات باللباس الشرعي ويؤدين أركان الإسلام .. ربما تقع بعض الأخطاء من بعض الملتزمين والملتزمات فهم غير معصومين ويمكن أن يقعوا في صغائر الذنوب وحتى الكبائر في لحظات الضعف والمعصية .. ولذلك شرع الله تعالى التوبة النصوحة والاستغفار .. معاذ الله تعالى ان يحكم أحد من الجهال على الإسلام بالنقص مما يرى من أخطاء كثيرة عند بعض المسلمين ولكن يحكم العلماء المجتهدون على بعض المسلمين بالنقص والتقصير وضعف الإيمان إذا لم يلتزموا بأحكام الإسلام الكامل التام وأصول الدين الصحيحة بدون أعذار وموانع حقيقية معتبرة  ..
(من كلامي ونقلي في الحوارات السابقة بتصرف)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق