الخميس، 10 مارس 2011

الحب

الحب*
بحثت في المعجم فلم أجد تعريفاً شافياً له، عرّفه المعجم الوسيط بأنه الوداد و الميل إلى الأشخاص أو الأشياء العزيزة أو الجذابة أو النافعة، وعرفته موسوعة الإنترنت "الويكيبيديا" بأنه شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، أو شيء ما.
لكن باعتقادي الحب أكبر من ذلك وأصعب من أن يفسره المعجم أو أية موسوعة.. ولا يمكن  شرح معانيه بكلمة أو جملة أو حتى كتاب... الحب ذلك الشيء المجهول الذي لا نعلم كنهه بالضبط......  إنه مثل الروح... لا يعرف ماهيتها إلا الله تعالى....خالقها ومبدعها وخالق الإنسان بكل سكناته ومشاعره من حب وعشق وحنان وأمل وألم....وغيرها من المعاني والأمور التي أعجز عن إحصائها....وقد أبدع الشعراء والأدباء والكتاب في وصف الحب وشرحه لعلهم يستطيعون إنصافه وفهمه....
و باعتقادي لا يحاول فهمه إلا من وقع قي تجربة الحب...وهو القلب المحب....
والقلب المحب يسرح في حب المحبوب إلى درجة العشق والهيام... حتى لا يدري ماذا يفعل إذا كان لا يستطيع إقناع الآخر بحبه له... ويتيه في الأحزان... وربما سهر الليالي متذكراً ذاك الحبيب... لا يستطيع النوم والإغفاء... وعند شدة ألم الحب ربما يبكي بصوت مسموع.. أو بدمعات تهبط حزينة على خدي العاشق الولهان....كل ذلك لأن الطرف الآخر أهمل حبه... شيء صعب جداً الحب من طرف واحد؟؟!! ولا يستطيع المحب أن يشتري ذلك القلب بأي ثمن... إنها هبة من الله تعالى ... وعليه أن يصبر وينسى أو يتناسى ذلك الحب إن استطاع ...
وأصعب الحب هو الحب الأول، الحب البكر:
يقول الشاعر:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى     
                                 فما الحب إلا للحبيب الأول

نعم ربما يحب بعد ذلك مرة ثانية.... بعد أن يخرج من تيه الأحزان... ولكن تبقى ذكريات الحب الأول مجسمة أمامه... ماثلة له لا يستطيع صرفها ... حتى أحياناً يشعر المحبوب الجديد بذلك ... ولكن لا يخبر حبيبه...

والحب أنواع كثيرة كثيرة:
أعظمها حب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم أجمعين والمؤمنين وحب هذا الدين العظيم... الذي هو أكبر نعمة علينا.....
ومنها حب الوالدين والأقربين من زوجة وأولاد وأخوة وأخوات ....الذين لهم حق علينا... 
ويأتي حب المحبوبة أو المحبوب الذي أحياناً يطغى على كل شيء عندما يتجاوز الحدود والمراتب الأعلى....
أسأل الله عز وجل أن يجد كل قلب محب عاشق محبوبه أو محبوبته ….ويتحدا جسداً وروحاً تحت سقف واحد بالحلال في ظل شريعة الإسلام وأن يبعد قلوبهما عن الحرام  ...

أسماء الحب
(منقول للفائدة بتصرف)
للحب أسماء كثيرة منها المحبة والهوى والصبوة والشغف والوجد والعشق والنجوى والشوق والوصب والاستكانة والود والخُلّة والغرام والهُيام والتعب... وغيرها
الهوى
يقال إنه ميْل النفس، وفعْلُهُ: هَوِي، يهوى، هَوىً، وأما: هَوَىَ يَهوي الهوى فهو للسقوط، ومصدره الهُويّ. وأكثر ما يستعمل الهَوَى في الحبِّ المذموم.
الصَّبْوة
وهي الميل إلى الجهل، والصّبُوة غير الصّبابة التي تعني شدة العشق.
الشغف
هو مأخوذ من الشّغاف الذي هو غلاف القلب.  
الوجد
عُرف بأنه الحب الذي يتبعه الحزن بسبب ما.
الكَلَفُ
هو شدة التعلق والولع، وأصل اللفظ من المشقة.
العشق
كما يقال عنه: أمرّ هذه الأسماءُ وأخبثها، وقلّ استعمال العرب القدماء له، ولا نجده إلا في شعر المتأخرين، وعُرِّف بأنه فرط الحب ,ولا يكون هذا إلا في الخبيثين. قال الفراء: العشق نبت لزج، وسُمّى العشق الذي يكون في الإنسان لِلصُوقهِ بالقلب.
الجوى
الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حُزْن.

الشوق
هو سفر القلب إلى المحبوب، وارتحال عواطفه ومشاعره.
الوصب ُ
وهو ألم الحب ومرضه، لأن أصل الوصب المرض.
الاستكانة
وهي من اللوازم والأحكام والمتعلقات، وليست اسماً مختصاً، ومعناها على الحقيقة : الخضوع، وكأن المحب خضع بكليته إلى محبوبته، واستسلم بجوارحه وعواطفه، واستكان إليه.
الوُدّ
وهو خالص الحب وألطفه وأرقّه، وتتلازم فيه عاطفة الرأفة والرحمة.
الخُلّة
وهي توحيد المحبة، وهي رتبة أو مقام لا يقبل المشاركة، ولهذا اختص بها في مطلق الوجود الخليلان "إبراهيم" و"محمد" عليهما السلام.
الغرامُ
وهو الحب اللازم، ونقصد باللازم التحمل، يقال: رجلٌ مُغْرم، أي مُلْزم بالدين.
الهُيام
وهو جنون العشق، وأصله داء يأخذ الإبل فتهيم لا ترعى، والهيم (بكسر الهاء) الإبل العطاش، فكأن العاشق المستهام قد استبدّ به العطش إلى محبوبه فهام على وجهه لا يأكل ولا يشرب ولا ينام، وانعكس ذلك على كيانه النفسي والعصبي فأضحى كالمجنون.
هذا ما استطعت تذكره عن الحب الآن، وعند غيري المزيد والكثير عن الحب،،،
21/12/2010م
*كانت البداية تعليقاً صغيراً لي على إحدى الخواطر لأحد الجيران الأعزاء في موقع مدونات جيران.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق