الخميس، 10 مارس 2011

العالم الافتراضي

العالم الافتراضي
عالم شاسع مخيف.. أحسبه أفسح من عالمنا الحقيقي...إنه عالم مفتوح للجميع...فيه الحرية المطلقة... فيه كل المتضادات والمتناقضات ... الخير والشر... العلم والجهل.. الصديق و العدو... المؤمن والملحد..الإيمان والكفر... القرآن الكريم أيضاً هناك وحتى الشيطان الرجيم عليه لعنة الله تعالى هناك ....كل شيء كل شيء..- وما أخجل وأستحي أن أذكره أكثر وأنتم تعلمون كما أعلم ولا أستطيع البوح أكثر، لأني صنفت صفحتي صفحةً آمنة للصغار والكبار- ... إنه عالم فيه كل البلدان التي كنت فيها والتي لم أكن فيها. فيه كل القارات.. فيه كل الاتجاهات وكل الأجناس كل الأفكار .. فيه كل الفتن ... كل المحن... فيه كل الأديان... كل المجتمعات....
إنه عالم الإنترنت... العالم الافتراضي.. أو الشبكة العنكبوتية ... اسم قديم لا يتداول كثيراً هو فقط ما اخترعه العرب من الانترنت.
لكنّ المخيف أكثر هو تلك الغرف الافتراضية للدردشة يدخلها كل الأعمار ويتناقشون ويدردشون عن كل شيء بلا حدود...والمرعب أكثر.. أنك تستطيع أن تصنع عالماً افتراضياً.. كاذباً.. تستطيع فيه أن تغير كل شيء...
بعض برامج الدردشة ثلاثية الأبعاد تستطيع فيها تغير اسمك، جنسيتك، جنسك، لونك، عمرك، دينك، بلدك، حالتك الاجتماعية،.... كل ما تتصورون يمكن غشه بإتقان فلا أحد يعرفك.. وأَصدُقُكُم القول أني لعبت هذه اللعبة الافتراضية وما زلت ألعبها أحياناً للتسلية ولأغراض أخرى كثيرة..منها معرفة أفكار البشر ... شيء مثير.. المدهش في الأمر أنك تصنع عالماً افتراضياً ولا أحد يستطيع أن يصدقك أو يكذبك... فيصبح المرء في حيرة من أمره... كل البيانات خاطئة تماماً... إلا إذا حصلت على بيانات أكثر وضوحاً مثل رقم الهاتف النقال أو كاميرا مباشرة على الشاشة "كاميرا الماسنجر" أو غيره... أما الصور الفوتوغرافية فتكون مزورة غالباً ...  
تظن نفسك مثلاً تدردش مع فتاة جميلة تحاول أن تتخيل ملامحها وأنوثتها وإذ هي أو هو شاب بشوارب مفتولة.. وكثيف شعر الرجلين وعمره تجاوز الأربعين.... تظن نفسك تتحدث مع شخص بالغ راشد وإذ بك تحاور طفلاً أو طفلة لم يتجاوز..تتجاوز.. الخامسة عشر ربيعاً...لقد أصبحت لا أعرف المذكر من المؤنث ولا الكبير من الصغير... حيرني العالم الافتراضي!!!
بعضهم حتى يمكن أن يحب افتراضياً....
حاولت أن أتخيل شخصاً ما أحب فتاةً "افتراضية" ما، فتركََتهُ زمناً دون أن تعاود الحديث معه، اشتاق لها فأراد أن يتغزل بها فماذا يمكن أن يكتب؟؟؟:


الحب الافتراضي
لا أعلم من أنت
ولا أعلم شكل ملامحك
ولا وصف جمال الوجه الجسد العينين
لا أعلم تحديداً كم عمرك صاحبتي
لا أدري لا أدري حقاً ما اسمك صاحبتي
****
لكني أعلم أنّ الروح أحبت روحك
والقلب العاشق صرّح يوماً في حب حديثك
وعشق أنوثة ألفاظك
وهوى قرباً من قلبك
وعاش خيال ملامحك
ورآك أميرة أحلامي!!!
فما ذنبي صاحبتي؟؟؟
****
صاحبتي:
إني في حزن لفراقك
لفراق حديث الأحباب
لفراق نشيد الأوطان
لكني أبداً أبداً أزعم
أني لن أنسى ذكراك
****
صاحبتي
بَعَثتِ الشاعر من داخل قلبي
من عمق كياني
أَخرجتِ دفاتر أشعاري
أيقظت الذكرى فانبعث تبكي
بحثاً عن ذكراك
فما ذنبي صاحبتي؟؟؟
****
عذراً عن سوء معاملتي
عذراً عن سوء الأخلاق
عذراً عن سوء الألفاظ
عذراً عن كل حروفي.. عن كلماتي
***
لكني صاحبتي قلت قديماً:
لن أتجاوز خطاً أحمر..
لن أتكلم سوءاً أبداً..ً
إني أتساءل صاحبتي؟؟؟
ما بالكِ محوت الأصحاب؟؟؟
وباتت يدك تمحو كل حروفي
وهجرت الغرفة والبيت وكتاباتي!!!
وحتى لا تجيبين على تساؤلاتي!!!
***
تباً للحب الافتراضي
تباً للحب الافتراضي..
ولكن تذكري صاحبتي
أني أزعم أني لن أنساك
..لن أنساك
مسكين صاحبنا هذا سيبحث من جديد عن حب افتراضي..!!! ولكن أتمنى أن يكون اختياره صائباً هذه المرة!!

المختصر المفيد.... إنّ الإنترنت سلاح ذو حدين.. وأتمنى أن نبدأ أنا أولكم – لست ملاكاً- بتحويل الإنترنت إلى الجانب المضيء واستعماله لنشر القيم الفاضلة ... فمجتمعاتنا بحاجة إلى هذا.. أكثر من حاجتها إلى الإفساد والإضلال والغواية لأنّ هذه الأمور مليئة وللأسف في مجتمعاتنا وكفاية.. نسأل الله العافية... تعالَوا معاً نحاول أن نترفع عن الغرائز الدنيئة الحقيرة التي هي مدخل الشيطان الرجيم.. تعالوا معاً نحاول الإصلاح ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.. إذا دردشتم مع أي جنس حاولوا نشر الأخلاق الحميدة والدين الإسلامي.. لنستعمل هذا السلاح في الخير.. نتوقف قليلاً عن استعماله في الشر...ربما تكونوا بفضل الله تعالى سبباً لهداية شخص للإسلام.. فتفوزوا بالثواب العظيم..إن شاء الله تعالى.
وإذا كان الطرف المقابل مسلماً فاسألوه هل تصلي؟؟ هل تعرف ربك؟ هل تعرف تعاليم دينك؟ أظن أننا لو فعلنا ذلك سيتغير الوضع كثيراً إلى الأفضل، وربما يكون سبباً لرفعة هذه الأمة العظيمة ونشر دينها وكلمتها.
أشكر كل من ساهم في عمل غرف دردشة هادفة دينية أو ثقافية أو اجتماعية تعمل على تنوير الأفكار وفق أساسيات الإسلام الحنيف، والتي لا يخلو منها الانترنت والحمد لله.
 إنّ واجبنا نشر هذا الدين الحنيف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للعمل على نجاة البشرية من نيران جهنم، فهذا دين رحمة للعالمين، وإنّ مقياس الأفضلية هو تقوى الله جل جلاله.
 قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات/13}  }
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.*
18/12/2010م
* تعليق سابق أعتز به وصلني من إحدى الأخوات ولذلك أدرجه لجماله:
 أخي الفاضل ....

أوافقك وارفع صوتي معك منادية بكل ما ناديت به
...

ولكن هناك من هرب من عالم الحقيقة الى العالم الافتراضي على حد تشبيهك
...

فكُثُر الصدمات التى يتعرض لها الإنسان فى حياته وعدم إيجاد ذاته وسط
البشر ولعدم معرفة الاختلاط بلا خسائر أصبح ينسج من مخيلته عالما يحياه هاهنا .... وأقصد الشبكة العنكبوتية أو النت ...

وليس ما قلته فقط مقتصرا على غرف الدردشة بل بكل المواقع وكل المنتديات وأيضا بالمدونات
...

فكثيرا منا من يقع تحت وطأه التوهم بالحب من مجرد حروف لا نعلم ماهية صاحبها
...

إلا من رحم ربي ووهبه التعقل والاتزان وحسن التحكم على الأمور
...

وتذكرت الآن خاطرة قد قرأتها يوما ولا أعلم حقيقة كاتبها وتسمى الإنترنت وإن سمحت لي أن أدونها لأشاركك رأيك وكلماتك
...:

في النت
..
لاتترك سندريلا
فردة حذائها لــ الأميــر سهـواً ..
فبعضهن يتركن الحذاء متعمدات
..
بكل خبث
وكيد وتخطيط ..
والأمير لا يبحث عنها ليتزوج بها
..
****
في النت
..
ليلى لايأكلها الذئب .. ليلى.. يأكلها صاحب قلم

لديه خبرهـ عظيمه بشعاب النت / والعذارى / والأحلام / والقلوب
..
****
في النت
..
لم تمت ( سنووايت ) مسمومه بتفاحــه
..
ماتت مسمومه بقصيدهـ ووعد كاذب وشاعر يتبعه الغاوون
..
****
في النت
..
لاتكتفي ( سنووايت ) بأقزامها السبعه
..
فيتجاوز عدد الأقزام .. السبعه بكثير
..
****
في النت
..
ليلى لاتتزوج
..
وقيس لايُصاب بالجنون
..
فلا وقت لدى ليلى ل (الحلال
(
ولا وقت لدى قيس للبكاء
والجنون ..
****
في النت
..
تمتلئ الساقيـه بالثيران
..
ويستمرون في الدوران حتى حين تقف الساقيــه
..
****
في النت
..
لاتموت الأشجار واقفـه
..
فهم قبل موتها يجردونهـا من أغصانها ..وقاماتها .. وأقدامها
..
****
في النت
..
الكل رومانسي
والكل متحضر والكل مثقف ..
والكل أبيض والكل نقي.. حتى بنات الليل وكلاب الشوارع
..
****
في النت
..
الكل فارس
والكل شجاع .. والكل يُطالب بالديموقراطيـه ..
والكل يلعن ( أبو الحكومات ) متخفياً تحت رداء الاسم المستعار ...
****
في النت
..
الكل ولد ( نعمه ) والكل أولاد ( عز ) والكل أولاد ( ناس ) والكل ولد ( شيوخ ) .. والكل يعيش في القصور والكل ينام على الحرير
..
****
في النت
..
الكل لديه شفافيه ..والكل مصاب بتشابه الأفكار
..
والكل يتغنى
بتوارد الخواطر ..
والكل متأثر بكاتبه المفضل حد التلاعب بنصوصه.. وسرقتــه
..!
****
في النت
..
الكل ضحية العادات
..
والكل ظلمته الظروف والكل تزوج ابنة عمه رغماً عنـــه
..
والكل زوجته لاتقدر مواهبـه المدفونـه
..!
****
في النت
..
كل الأشياء قابله للرهان لديهم
..
فيتراهنون على القلوب.. ويتراهنون على النساء
..
ويتراهنون على الأعراض
.. ويتراهنون على الكبائر ..!
****
في النت
..
كل الأحلام ورديـه
.. وكل الحكايات ورديـــه ..
وكل الليالي ورديـــه .. ووحدهـ الواقع أســود
..!
****
في النت
..
لاتتعمد الغياب لتقيس مساحة فراغك لديهم
..
ولاتنتظر ليلة ظلماء يتم افتقادك بها
..
فكل ليالي النت خافتة الإضاءة ظلماء
..!
****
في النت
..
يفشل أصحاب الوجوه الواحده
..
والقلوب الواحده .. في المحافظه على الكثير
..
وينجح أصحاب الأقنعـه
المتعدده والقلوب المتعدده في الكثيــر ..!
****
في النت
..
يتفننون بتسلق ( سلالم ) الأرواح
..
و ( سلالم ) الأكتاف .. و ( سلالم ) الظهور
..
وخسران كل شيء من أجل الوصول لـقمـه وهميــه
..!
****
في النت
..
يحاولون المستحيل للوصول للعناقيد المرتفعه
..
وحين تخذلهم أياديهم .. يصلونها بألسنتهم
..
ولايكتفون بقول طيب ...والمغادرة بهدوء
..!

*.(جزء من ردي على التعليق السابق بتصرف) 
 يهرب الناس إلى النت... ففيه كل شيء... والكثير أدمنه  أكثر من إدمان المخدر... لكن هذه ليس مشكلة كبيرة في حد ذاتها- كما أعتقدإذا لم تأثر على الواجبات الدينية والاجتماعية- لكن المشكلة تكمن في الإدمان السلبي على المواقع التافهة والساقطة... والتي في نهاية الأمر لا يستفيد منها الإنسان .. وبالعكس يصبح بهيمياُ مع مرور الأيام.. ويضيع عمره سدىً... أنا لا أنكر أن النت أخذ كثيراً من أوقاتنا وربما فيه شيء من الخطأ... ولكن على البشرية أن تستعمله بإيجابية في نشر الخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق