الاثنين، 7 مارس 2011

آهات.... سخافات

آهات
من جديد ما زال عقرب الساعة يسير، وتسير معه مراكب الحزن المحبطة في بحر المعاناة، معاناة إنسان أخطأ معه كتاب التاريخ، وكذبت عليه قوانين البشر وقالت له: من أنت؟؟
انقلبت سنوات هذا الإنسان الماضية - في نظرهم- لاشيء، وباتت آماله التي بناها بالعمل والاجتهاد رماداً تذروه الرياح.
قد تدمع العين، ويُشغل الفكر، ويَحترق الفؤاد، وتمُزق الحقيقة، ولكن لا بد لهذه الحقيقة أن تظهر بإذن الله تعالى وتعلو إنسانية الإنسان وتقدر قيمته وقيمة تعبه.
من بين المدينة والعاصمة، على هذا الطريق الإسفلتي الكئيب الممتد كأنه اللانهاية، في مكان ما من هذا الفراغ الهائل كتبت هذه الآهات، لتسجل في التاريخ.
لتكون احتجاجاً على جريمة حرمان الإنسان من تحقيق آماله، لتكون احتجاجاً على نقص العدالة في قانون البشرية الأعوج، لتكون وثيقة استنكار على واقع الكذب العالمي على الإنسان المحدود، لتكون شجباً لهذه المعاملة اللاإنسانية لما يسمى بالإنسان، لتكون سؤالاً لاذعاً يتردد على مر التاريخ:
"هل هناك فرق بين الإنسان والإنسان تبعاً لجنسيته؟؟ هل يقاس الإنسان بمقدار ما يحتويه من مادة؟؟؟"
7/10/1991م الأردن

سخافات
صورتان متقابلتان مثبتتان في جدار، ليل حالك السواد في وسط النهار، جهاز غريب اعتلى طاولة متوسطة الحجم والارتفاع، زوج من الأحذية يبدو من تحت الطاولة، وكتل لحمية تتحرك باستهتار من فوق الحذاء، صوت مزعج يخرج من كهف صغير يلاصق كتلة اللحم، زائدة لحمية تشير إلى الجهاز المضيء، صور لخطوط وكلمات مبهمة تظهر على الجدار.
إنسان ما يرسم علامات الاستفهام، إنه لا يريد التفكير في هذه السخافات، إنه يفكر في الشمعة والأمل والمستقبل، وينتظر الفرج.
الحذاء ما زال يتحرك بلامبالاة، الزائدة اللحمية استأنفت الإشارة إلى ذلك الشيء المضيء. ولكن السخافات محال أن تسرق الإنسان.
25/10/1991م – الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق