الثلاثاء، 8 مارس 2011

رسالة من أبي



رسالة من أبي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى ولدنا العزيز حفظه الله ورعاه :
إليكم هذا الحديث العظيم:
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال:
"كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً، فقال لي: يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أنّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله (تعالى) لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله (تعالى) عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف" رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، وفي رواية غير الترمذي "احفظ الله تجده أمامك، تعَرّف إلى الله في الشدة، واعلم أنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أنّ النصر مع الصبر، وأنّ الفرج مع الكرب، وانّ مع العسر يسراً".
ولدنا العزيز:
لقد أحسنت في خاتمة رسالتك بأنّ القدر ماضٍ وأنه خيرٌ بإذن الله تعالى كما قال الله تعالى:{وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم}. وقال تعالى:{ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب}
فإياكم واليأس والقنوط قال تعالى{فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}.
ولدنا العزيز:
نحن جميعاً نمضي إلى أقدارنا رضينا أم أبينا، وما علينا إلا بأن نجدّ ونجتهد مع التوكل الدائم على الله تبارك وتعالى، والنتائج بيده تعالى، والله حسبنا جميعاً ومولانا {وعلى الله فليتوكل المتوكلون}، قال تعالى:{قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون } التوبة الآية رقم (51).
 وإنّ الأسف والحزن لن يفيدك شيئاً.
وإليك هذه الأبيات من الشعر من علمائنا السابقين:
عسى ما ترى أن لا يدوم وأن ترى       له فرجاً  مما ألح به الدهر
   عسى فرج يأتي به الله إنه             له كل يوم في خلقته أمر
إذا لاح عسر فارتج اليسر إنه         قضى الله أن العسر يتبعه اليسر
وأخيراً نستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه. 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق