الجمعة، 11 مارس 2011

حصار مدينتين


حصار مدينتين
 (1)
حصار ظالم ضرب حول مدينة ساحلية ... فأصبحت – ولا فخر – أكبر سجن في تاريخ البشرية ... سجن سقفه السماء ... ترابه الرصاص والفسفور والرماد... وهواؤه غبار اليورانيوم ورائحة البارود... وعنابره مخلفات الدمار... وجدرانه الفولاذ المقاوم لقنابل الدبابات والطائرات... ونزلاؤه الأطفال الأبرياء والرجال الأتقياء والنساء المؤمنات.... وسجانوه اليهود الحقراء ... إخوان القردة والخنازير الأذلاء... مع أعوانهم من الخونة والمخذلين والمنافقين والسفهاء والبخلاء....
هذا السجن هو الوحيد في العالم الذي لا يشترط على سجانيه الأنذال الأقزام الجبناء أن يوفروا الطعام والشراب والكساء لنزلائهم... وتسمح لهم قوانين الشرعية الدولية المزعومة أن يمنعوا عنهم الماء والهواء... وكل شيء للحياة...
لقد خذلهم الجميع إلا من رحم الله تعالى وقليل ما هم... ولو كان جيرانهم من كفار قريش لندموا ولذهبوا إلى جوف الكعبة ليمزقوا وثيقة الحصار بعد فوات الأوان... والتي أكلها الدود إلا اسم الله الجبار القهار....
من لهم غير الله العظيم المتعال نصيراً ومعيناً ورازقاً ورحيماً وسميعاً وبصيراً ومجيباً!!!!!.
وهم رغم الحصار صامدون
ورغم سوء الحال صابرون
ورغم الأسى والمعاناة مكافحون
ورغم قلة الطعام والشراب قانعون
ورغم الألم والحزن متفائلون
متفائلون بنصر الله للمؤمنين الصابرين
والله تعالى سينصر أولياءه لا محالة.

(2)
تهب ريح آتية من الشمال الشرقي فتفوح منها رائحة مدينة عتيقة محاصرة أيضاً منذ عقود... فيها ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين... فيها المسجد الأقصى الشريف يئن متألماً باكياً... فالجرذان القذرة تحفر تحته أنفاقها المقيتة القميئة... لتسقط أسواره الحزينة... وتهدم تاريخ هذه المدينة العظيمة... وتدمر بيوت أهله وتشردهم... وتسكن قطعان المستوطنين في أرضهم... وتجعل من حائط البراق مبكى لتماسيحهم الوسخة... التي تتقيؤ مظاهر التدين والمسكنة الخبيثة.. وتجتر من خيرات فلسطين السليبة المنهوبة فتنجسها بقذارة أرواحهم  النتنة وأجسادهم العفنة.
الكل خذل هذه المدينة المقدسة إلا من رحم الله تعالى... لأنهم تعودوا على الخذلان.. ولأنهم لا يستأهلون النصر ولا تحرير المسجد الأقصى... إنه يريد رجالاً أشداء قلوبهم ممتلئة إيماناً ويقيناً وتوكلاً على الله تعالى... يريد رجالاً يقولون ويفعلون... يصلون ويسجدون... ويعدون أنفسهم لهذا اليوم الجليل.. يوم النصر والتحرير والتمكين...
أتراهم ولدوا؟؟؟؟
أتراهم زرعوا في بطون النساء؟؟؟؟
فمن للقدس؟؟؟؟
ومن لغزة؟؟؟
ومن لكل فلسطين؟؟؟
من يريد أن يستأثر بوسام الشرف؟؟؟
ومتى يفك الحصار عن كل المدن المحتلة؟؟
سحقاً.... سحقاً...
فلسطين لا تسمع جواباً بعد!!!!
.................................................

(3)
أخيراً...
من يملك شيئاً نفيساً أو رخيصاً يستطيع أن يقدمه لنصرة فلسطين ونصرة المسجد الأقصى فليقدمه وله الأجر والثواب من الله الكريم المعطي الرزاق الوهاب...
ومن لا يملك شيئاً فعليه بالدعاء للمسلمين بالنصر والتمكين فذلك أضعف الإيمان وليس بعد ذلك ذرة إيمان.
....وعلى الجميع البدء في الإصلاح....
3/1/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق