الأحد، 6 مارس 2011

فلتتذكر أني إنسان محروم

رسالة من صديق*


فلتتذكر أني إنسان محروم

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الحبيب:
قد نعشق أحياناً، وقد يصل بنا العشق إلى حد"...."، وقد ترمي بنا الدنيا في ظروف الرخاء والحب والطمأنينة، وقد نصبح لا نعرف التاريخ الماضي، وقد يسلب جمال الطبيعة والفنادق و"..." منا أنفسنا، قد يحدث كل هذا، قد ننسى كل شيء.. كل كل شيء، ولكن لا ننسى شيئاً واحداً، لا ننسى أصدقاءً عرفناهم من خلال قضية نعرفها ويعرفونها "فلسطين"، لا ننسى أخوة لنا رضعنا وإياهم في المنام من حليب فردوسنا السليب، لا ننسى أُخُوَّةَ الروح الطاهرة، لا يمكن أن ننسى من ذلك شيئاً، فإذا كنت يا صديقي منهم إذن فادخل في ذاكرة لن تمحوها طقوس الزمن والتاريخ ، تبلى العظام في الرموس ولكنك تبقى في خيالي... ،واعلم أن ما يجمعنا كما أسلفت الذكر هي وحدة الروح من خلال الفردوس، أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.
4/8/1991م الأردن
*رددت على هذه الرسالة وهذه الأفكار -التي حذفت منها بعض الكلمات والتي كان الأفضل تجنبها من قبل هذا الصديق- برسالة "إلى الإنسان المحروم" التالية.

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الإنسان المحروم...إلى الأخ الصديق...
أدق هذا المسمار
*****
ولدنا أصدقاءً ... تعلمنا معاً أننا فلسطينيان... وتشربنا الوطنية الصادقة معاً منذ مهد طفولتنا... وكبرنا ... وترعرعت أفكار الطفولة... وعلمنا ماهية...
الدين... الوطن... الأرض...
عرفنا ما معنى أن يكون الإنسان الشريف مشرداً بلا وطن، مهملاً في مخيم حزين تبناه... في مخيم تتداعى فيه أشباه البيوت على بعضها البعض...
مثقلةً بالهموم والآمال...هموم التشرد...
وآمال العودة... العودة إلى الدين ..والوطن..
*****
ربما اختلفنا في الفكرة... في الأسلوب... في الوسيلة... ولكن حتماً لن نختلف في الهدف والنتيجة ... فكل الطرق تؤدي بكل منّا أن يصرخ:
"أنا فلسطيني مسلم"
*****
ربما تقاعسنا عن أداء الواجب في غمرة لذةٍ وامتزاجٍ مع دنيا الحقارة...
ولكن عندما ننظر إلى السماء ... ونستعلي على شهواتنا الدنيئة... نعلم وقتها أن. أشياء أساسية ... أشياء كثيرة كثيرة.... مفقودة من واقعنا...منها:
"الدين...والوطن"
*****
أخي مجبر أنا لأقول:-
لن يتغير واقعنا إلا إذا تغيرت نفوسنا... فيجب أن نبدأ بأنفسنا في التحول..
.. و أن نثور على واقع نفوسنا -أولاً- لنطهرها من صدأ الحياة....
إنني أدعو إلى التفكر قبل العمل – إن كان هناك عمل – أو بعبارة أخرى ....
" أريد أن نعمل بوعي"
******
واعلم أخي:
أن كل شيءٍ لا ينطلق من عقيدة صادقة حقة... مآله الزوال والاندثار....
فلتكن عقيدتنا "الإسلامية" متمثلةً فينا... ليكون كلاً منّا "رمزاً" ...
ولتكن عقيدتنا "الوطنية" صادقة كل الصدق تترجم إلى واقع العمل.. لا الصراخ.
******
اعمل بوعي... ولا تستعجل الطريق... الطريق طويل طويل... وثق أنه لا بد لهذا الطريق من آخر...فلا بد لليل أن ينجلي... ولا بد للفجر أن يبزغ....وإنّ نصر الله لقريب...
ولتعلم أخي أنك في هذا الطريق ستكون وحيداً... فلا تلتفت لمصدرّي الكلام...
سر في الطريق الحق... الآحاد عشرات... والعشرات مئات... والمئات آلاف في هذا الطريق...
******
قد تتساءل!!! فأجيب:
إنها دعوة صادقة لتلتقي أفكارنا التي افترقت منذ زمان لنعمل معاً... لنصفي أفكارنا ونستخلص منها الصالح.. لتكون الثورة الشاملة على واقعنا المهين... واقع الذل والمعاناة...لتكون ثورة واعية عقيدة وعملاً وسلوكاً وهدفاً... فلتكن يدي ويدك ويد الآخرين... يداً واحدةً على طريق التحرير...
تحرير الذات.. تحرير الأرض.."فلسطين"
تحرير الإنسان .."نوع الإنسان".. من الأرض .."كل الأرض"
والسلام
6/8/1991م – 25/1/1412هـ - الأردن

قد أخالفك الرأي... لكني سأناضل حتى الموت... كي أدافع عن حقك...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق