الاثنين، 7 مارس 2011

رسالة من الزجاجة إلى الكومة

رسالة من الزجاجة إلى الكومة

في الليلة التي يجب أن تتذكرها كانت هذه الخاطرة:
(1)
زجاجةٌ تتأرجح في العتمة، صوت يخرج من المجهول، كومةٌ من اللحم والعظم والدم كانت بجانبي، فراشةٌ مضيئةٌ معلقةٌ في الهواء.
(2)
أنا الزجاجة، والأفكار سائلٌ يتأرجح، سائلٌ غريب.
الزجاجة فيها بندول ساعة أخطأت التعبير عن الزمن فجاءت ملفتةً للنظر.
الأفكار شيءٌ غريب والقدر عجيب لكن الحياة بجملتها أغرب وأعجب.
(3)
الصوت صوت عراقيٌ لا أعرفه، ومع ذلك أحسست أنه معذب.
اختلجت صور العراق الصابر أمام الزجاجة، وتأرجح البندول بشدة، وخفق القلب، وكادت العين أن تبكي، وعلمت أن هذا الشعب الممتد من البحر إلى البحر شعبٌ غبي – إلا من رحم الله تعالى- لم يأت بعد أوان توحيده.


(4)
والكومة هي أنت، تركتني أكتب وانزويتَ نائماً تحت هذا السقف المثقوب، في هذا المنزل العشوائي في المخيم الحزين، في الأردن العزيز.
وربما يكتب القدر أن تجتمع الزجاجة والكومة في هذه الساعات الأخيرة، في هذا المكان.
(5)
الفراشة اخترعها "أديسون"، وها هي تكنس شيئاً من الظلام، ولكن لا بد أن يبقى الظل، في قاموسي لا أعرف مرادفاً للإضاءة غير الشمعة، تلك الشمعة.
(6)
قتلت الفراشة، ونظرت إلى الكومة فلم أبصرها، وتلمست مصدر الصوت فأخمدته، ثم نامت الزجاجة، ولكن بقي البندول يتأرجح.

16/11/1991م - الساعة الثانية عشر ليلاً – الأردن

أبيات تائهة
عشق السفينة عشـق مجنــــون    فأبحرت ليلى ومجنونها مفتون
ليلى لماذا مسخت الحب معذرة     ومجنونك الباكي يلاقي المنون؟
ينقب ما بين الصـخور ولكنــه    هيهات يخرج كنزها المدفون!
البحر يخطف!والله هذي جريمة   فكيف يخطف قلب محزون!
23/11/1991م الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق