الاثنين، 7 مارس 2011

فوق السحاب... رسالة إلى قطر وعاصمتها الدوحة



فوق السحاب*
ما أصعب الوداع!! وداع فرد... فما بال القلب وهو يودع عالماً بأكمله ومخزناً للذكريات!!! ومدينةً عاش في خيرها أربع سنوات!!! يودع أحباباً لم يجد مثلهم في أي بلد آخر... أحباباً يصعب تعويضهم... كم أنا حزين لفراقكم ؟!!
تترقرق في عيني دموع الحزن وتمتزج مع دموع الوداع... الوداع الأخير... وأصرخ بلا صوت: هل ستجمعنا هذه الدنيا من جديد؟ هل سألتقي بكم في يومٍ من الأيام؟ هل سأجد في أردننا الحبيب من يسد هذا الفراغ الهائل؟؟ الفراغ الذي حدث بفقدكم؟؟ فراغ الحب الصادق البريء الذي لا نظير له!!! الوداع الوداع يا دوحة الخير.. لقد تناسيت كل إساءاتك السابقة.. إني أسامحك من كل قلبي – من بين السماء والأرض ومن فوق السحاب أودعك ... وأودع كل ما تحتضنينه من أحباب...
30/8/1991م
*كتبت في الطائرة المتجهة من الدوحة إلى عمان "تذكرة ذهاب بلا إياب".


رسالة إلى قطر وعاصمتها الدوحة
إلى الدولة التي عشقتها أكتب هذه الكلمات:
أحبكِ وأعشقكِ.. ولست منافقاً ... فبيني وبينكِ المسافات الطوال...
 بعيدة أنتِ عني ومع ذلك فأنا أكتب لكِ.أيتها الحبيبة:
عندما ودعتك يا قطر .. الوداع الأخير.. علمت كم قلبي أحبكِ .. عندما ودعتك إلى الأبد أحسست بأنني فقدت شيئاً يصعب تعويضه.. أعلم أنك حذفت اسمي من ملفاتك وأصبحت بعيداً عنكِ ولكني لن أنساكِ.. فكيف أنسى تلك المدينة المسالمة التي جمعتني بأحب الأصدقاء إليّ.. وكيف أنكر حلو العيش ومره...فما زالت في ذاكرتي صور مساجدك وشوارعك... المدرسة التي تخرجت منها... "الكورنيش" الذي احتوى على ذكريات جميلة
لقد كنت يا دوحةَ صديقةً لي... فيا دوحةَ الخير:
"قد يأبى الإنسان أن يفارق الصديق ...ولكن حتماً سيأتي اليوم الذي لا بد فيه من الفراق جماداً كنت أو إنساناً أيها الصديق أودعك أودعك."*
"وأودع كل ما تحتضنينه من أحباب..."*
4/10/1991م الأردن
*من خواطر سابقة

"ذكرى مدينة"
يرتجف الستار بشدة، فأشعر بالبرد والوحدة، فأنظر من النافذة، من هذا الجبل المطل على العاصمة، وأغرق في تتبع خيط وهمي يمتد من هذه العاصمة إلى تلك التي تقبع في الجهة الأخرى من هذا الوطن الكبير.
 فتنبعث الذكريات من قبر النسيان، وتكسى العظام اليابسة بذكريات تلك المدينة الهادئة النائمة على شاطئ الخليج، أتذكر ذلك الحزن الذي ولد كبيراً يوم أن فارقت هذه المدينة الصغيرة، وها هو الآن قد بدأ يذوب، ويذوب معه قلبي والشمعة والسنين.
أتذكر كم كنت أعشق هذه المدينة، وأكثر من ذلك أتذكر كتمان هذا العشق المجنون لهذه المرأة المستلقية على رمال الخليج، ولقد كنت أخفي هذا الحب ولم أصرح به إلا وأنا أومئ بالوداع الأخير لهذه المدينة العذراء، المدينة التي احتضنت الأحباب والأمل والحياة الجميلة، عبرت عن ذلك كله بدمعة ساخنة حملت معنى الوداع.
الريح الباردة تصفع وجهي والدمعة، شعرت بالبرد، وتذكرت أنني لم أغلق النافذة في هذا الجبل البعيد عن تلك المدينة، أغلقت النافذة والستار، وحاولت دفن الشوق والذكرى، فلم أستطع.
4/10/1991م الأردن – عمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق